للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الاثنين تاسع عشره خُلع على جماعة من الأمراء والرؤساء بسبب مباشرات، فكان منهم الوليّ الشيخ صلاح الدين الصفدي الموقّع، نقل من الدّرج إلى الدَّسْت؛ ففرح الناس به، لفضائله وتقدّمه في هذه الصناعة وغيرها من فنون علوم شتّى من الأدب والتاريخ، وغير ذلك، وله مصنفات (١) في فنون متعدّدة.

وخلع على الأمير كجكن الحاجب بنيابة الأمير صَرْغَتمش، وعلى أخيه بشد المراكز، وعلى زبالة نائب القلعة بشدّ المهمات، وعلى فخر الدين بن عصفور بنظر الخاص المرتجع بدلًا عن عماد الدين بن الفرفور، مضافًا إلى ما بيده من الأنظار.

وفي هذا اليوم استقرّ نقيب الأشراف في وظيفته، وكان قد نازعه فيها ابن عدنان الصّائغ، وقدم من مصر بمرسوم شريف بها، فأبى ذلك سادة الأشراف، وأكثر أهل البلد معهم، وقدّموا الأول عليه لرياسة آبائه وأجداده، وتقدّمه فيها، ومعرفته بها، ولكون الثاني بياعًا. وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين منه درّس بالإقبالية القاضي بدر الدين ابن الشيخ جمال الدين بن الشَّريشي؛ نزل له والده عنها، وحضر عنده جماعة من القضاة.

شهر ذي القعدة، أوّله السبت.

في يوم الثلاثاء الحادي عشر منه سافر قضاة القضاة الشافعي والمالكي والحنبلي، وأقضى القضاة شرف الدين الكفري نيابة عن قاضي القضاة نجم الدين، لكونه في الحجاز الشريف، وذلك بمرسوم السلطان ورد من الديار المصرية، بسبب حلٍّ يقفون عليه في أرض بيروت، تتعلّق بوقف الحرمين من البرج والغازية.

وفي هذا اليوم قدم الأمير عمر شاه من الديار المصرية على خبز قردم (٢)، وتقدمته في رأس الميمنة. وفيه توفي قرابغا دويدار نائب السلطنة الصغير، وحضر النائب جنازته، ودفنه بمقابر الصوفية .

وفي ليلة الثلاثاء الثامن عشر منه رجع القضاة من بيروت، وقد قضَوْا الأمر الذي خرجوا بسببه.

وفي يوم الخميس العشرين منه باشرت إسماع البخاري بمسجد الحاج سيف الدين داخل باب النصر، وقف عليه ولده ناصر الدين محمد (٣)، تقبل الله منه.

وفي هذا اليوم خُلع على الأمير جمال الدين عبد الله ابن القاضي ناصر الدين كاتب السرّ بإمريّة عشرة.


(١) على رأسها: الوافي بالوفيات، وأعيان العصر.
(٢) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٩٠، والدرر الكامنة ٣/ ٣٤٨، والذيل التام ١/ ١٤٩، وفيه: فَرْدَمر.
(٣) هو ابن نائب السلطان بدمشق.

<<  <   >  >>