للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي عشيته توفي بحمص نائبها ابن عمه الأمير علاء الدين بن المعظّم (١) وهما شابان من أمراء الطبلخانات، ونقل نائب حمص إلى دمشق فدفن بتربتهم .

شهر شوال، أوّله الثلاثاء، خرج المحمل يوم الخميس عاشره، وخرج في هذه السّنة خلق من الأمراء نحو من خمسين طبلخاناه سوى أمير الركب، فإنه حاجب الحجاب طيدمر الإسماعيلي، ومنهم ناصر الدين بن لاقوش، وابن ألجيبُغَا العادلي، والحاج كامل، وقطلوبُغَا الكركي، وأمير آخر.

وخرج في آخر هذا اليوم الأمير كُجَلن الحاجب قاصدًا عمان؛ ليعمِّرَها للأمير صرغتمش اشتراها من بيت المال.

وفي صبيحة يوم الأربعاء سادس عشره درّس بالمدرسة المقدّمية شرف الدين ابن الشيخ ناصر الدين بن الرّبوة، نزل له أبوه عنها، وحضر عنده القضاة والأعيان على العادة.

شهر ذي القعدة، أوّله الخميس في ليلة الجمعة ثانيه وقع حريق بتل الجبن احترقت منه دور كثيرة.

ثم في ليلة الجمعة سادس عشره وقع حريق بين السُّورين قريبًا من الحمام الذي بالبابين، وصعدنا إلى مئذنة العروس وشاهدناه هناك.

ثم وقع حريق آخر ليلة السبت أيضًا السابع عشر منه داخل باب الفراديس، وكان قد وقع قبل ذلك حريق في الطبقة التي على رأس باب الفراديس الجواني في آخر شوال) (٢).

والعجب أني وقفت في شهر ذي القعدة على كتاب أرسله بعض الناس إلى صاحبٍ له من بلاد طرابلس وفيه: والمخدوم يعرف الشيخ عماد الدين بما جرى في بلاد السَّواحل من الحريق من بلاد طرابُلُس إلى آخر معاملة بيروت إلى جميع كسروان، أحرق الجبال كلها ومات الوحوش كلها مثل النمور والدب والثعلب والخنزير (٣) من الحريق، ما بقي للوحوش موضع يهربون فيه، وبقي الحريق عليه أيامًا وهرب الناس إلى جانب البحر من خوف النار واحترق زيتون كثير، فلما نزل المطر أطفأه بإذن الله تعالى - يعني الذي وقع في تشرين وذلك في ذي القعدة من هذه السنة - قال ومن العجب أن ورقة من شجرة وقعت في بيت من مدخنته فأحرقت جميع ما فيه من الأثاث الأثاث والثياب وغير ذلك ومن حلية حرير كثير، وغالب هذه البلاد للدُّرزية والرَّافضة. نقلته من خط كاتبه محمد بن بَلَبَان (٤) إلى صاحبه، وهما عندي ثقتان (٥) فيا لله العجب.


(١) لم أقع على ترجمة له، لعلّه مما انفرد ابن كثير بترجمته.
(٢) ليست في أ وب، وط، وهي في المطبوع. من قوله: وفي يوم الثلاثاء سادس عشره.
(٣) ليست الخنزير في الذيل التام (١/ ١٤٨) وقد نقل الخبر بحروفه.
(٤) هو: الأمير ناصر الدين بن الأمير سيف الدين الحنفي، المعروف بابن المهمندار أحد الأمراء المقدَّمين. قتل سنة (٧٩٢) هـ. الدليل الشافي (٢/ ٦٠٩).
(٥) من حيث الثقة والنَّقل.

<<  <   >  >>