للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شهر رجب الفرد، أوّله الجمعة. في صبيحة يوم الخميس سابعه توفي القاضي أمين الدين بن النحّاس (١) أحد الكتاب المتقنين، وكانت وفاته بلا مرض، بل دخل الحمام على عادة الناس، فأغمي عليه، فحمل إلى منزله فتوفّي بعد ساعتين، وصُلِّي عليه الظهر بالجامع الأموي، وحُمل إلى المزّة، فدفن بها (٢).

ووقع حريقٌ عظيم ليلة الجمعة خامس عشر رجب بمحلَّة الصالحية من سفح قاسيون، فاحترق السُّوق القبلي من جامع الحنابلة بكماله شرقًا وغربًا، وجنوبًا وشمالًا. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

شهر شعبان، أوّله السبت، وفي سابع عشره توجّه النائب إلى الصيد الكبير.

شهر رمضان المعظم، أوله الإثنين (٣)، وفي يومالجمعة خامس شهر رمضان خطب بالجامع الذي أنشأه سيف الدين يَلْبُغا الناصري (٤) غربي سوق الخيل وفتح في هذا اليوم، وجاء في غاية الحسن والبَهاء، وخطب الشّيخ ناصر الدين (٥) بن الرَّبوة الحنفي، وكان قد نازعه فيه الشَّيخ شمس الدين الشَّافعي المَوْصلي (٦)، وأظهر ولايةً من واقفه يَلْبُغا المذكور، ومراسيم شريفة سلطانية، ولكن قد قوي عليه ابن الربوة بسبب أنَّه نائب عن الشيخ قوام الدين الاتقاني الحنفي، وهو مقيم بمصر، ومعه ولاية من السُّلطان متأخرة عن ولاية الموصلّي، فرسم لابن الرَّبْوة، فلبس يومئذ الخلعة السوداءَ من دار السعادة وجاؤوا بين يديه بالسناجق السود الخليفية، والمؤذِّنون يكبِّرون على العادة، وخَطَب يومئذٍ خُطْبَةً حسنة أكثرها في فضائل القرآن وقرأ في المحراب بأول (سورة طه)، وحضر كثير من الأُمراء والعامة والخاصة، وبعض القضاة، وكان يومًا مشهودًا، وكنت ممَّن حضر قريبًا منه

وفي يوم الثلاثاء سادس عشره توفي بدمشق الأمير أسد الدين ابن الملك صلاح الدين بن الأوحد (٧) بستان شامة باكر النهار.


(١) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ١١١.
(٢) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل.
(٣) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل.
(٤) الذي بدأ بناءه يَلْبُغَا نائب السلطنة في الشام.
(٥) هو: محمد أحمد بن بن عبد العزيز الحنفي الشهير بابن الربوة مدرس المقدّمية بدمشق وخطيب جامع يلبغا. مات سنة (٧٦٤) هـ الذيل ص (٣٧٠) والدارس (١/ ٥٩٤).
(٦) هو: محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان بن عبد العزيز المؤصلي، البعلي المولد، تصدّر للخطابة في الأموي، وكان استوطن دمشق وحصل فيها وظائف عوند فيها، فأعرض عنها، واتَّجر بالكتب، فحّصل أموالًا طائلة. مات في طرابُلُس سنة (٧٧٤) هـ. الدرر الكامنة (٤/ ١٨٨) الدارس (١/ ٩٥).
(٧) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ١١٣ - ١١٤.

<<  <   >  >>