للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سيف الدين طَاز، وطرابُلُس مَنْجَك، وحماة أسَنَدَمُر (١) العمري، وصفد شهاب الدين بن صبح، وبحمص صلاح الدين خليل بن حاجي ترك (٢)، وببعلبك ناصر الدين بن آقُوش (٣).

شهر الله المحرم، أوّله الخميس، في أوله اشتهر وقوع التشويش بين القيسية واليمنية بوادي بردى، وخرج إليهم الحاجب في جماعة من الأمراء والجند، ليحجبوا بينهم بعدما اقتتلوا.

وكذلك بحوران أيضًا عدت بنو همام من أهل زُرع على رجل بين بني ورفة، فقتلوه على باب داره وقطعّوه قطعًا، وكان ذا مال جزيل، وجاه عند الدولة، وله إقطاعات في الحلقة، وثروة كبيرة ولما كان يوم السبت ثالثه خرجت التجاريد صحبة طَيْدَمِر حاجب الحجّاب من طريق الكسوة قاصدين بني همّام، وأخذ آخرون من الأمراء من الطريق الشرقية، على درب دير الحجر من ناحية شهبة والسويداء.

وفي سابعه حضر الدرس بالمنجكيّة التي أنشأها الأمير منجك الناصري نائب طرابلس بالقدس الشريف، وكان المدرس بها خطيب القدس القاضي برهان الدين بن جماعة، وحضر عنده المشايخ والأعيان (٤).

وفي صبيحة يوم الإثنين ثاني عشرَ المحرم خرجت أربعةُ آلاف مع أربعة مقدمين إلى ناحية حلب نصرةً لجيش حلب على مسك طاز إن امتنع من السلطنة كما أمر.

ولما كان يوم الحادي والعشرين من المحرم نادى المنادي من جهة نائب السلطنة أن يركبَ من بقي من الجند في الحديد ويوافوه إلى سوق الخيل، فركب معهم قاصدًا ناحية ثَنِيَّةِ العُقَاب ليمنع الأمير طاز من دخول البلد، لمَّا تحقق مجيئُه في جيشه قاصدًا إلى الديار المصرية، فانزعج الناس لذلك وأُخليت دار السعادة من الحواصل والحريم إلى القلعة، وتحصَّن كثير من الأمراء بدورهم داخل البلد، وأُغلق باب النصر، فاستوحش الناس من ذلك بعض الشيء، ثم غلّقت أبواب البلد كلها إلا باب الفراديس والفرج، وباب الجابية أيضًا لأجل دخول الحجَّاج ودخل المحمل صبيحة يوم الجمعة الثالث والعشرين من المحرّم ولم يشعر به كثير من الناس لشغلهم بما هم فيه من أمر طاز، وأمر العشير بحَوْران (٥)، وجاء الخبر بمسك


= وهو: إبراهيم بن علي بن أحمد بن عبد الواحد الطّرَسوسي.
وترجمته في: الذيل للحسيني ص (٣١٦) والوفيات لابن رافع (٢/ ٢٠٢) والذيل التام (١/ ١٥٨). ولم يورده ابن كثير في وفيات السنة الماضية في مكانه.
(١) في ط: استدمر، وهو تحريف.
(٢) في ط: خاض برك، وهو تحريف. وأثبتنا ما في الدرر الكامنة (٢/ ٨٩).
(٣) في ط: الأقوس.
(٤) ليست في أ و ب و ط، وهي في الأصل. من قوله شهر الله المحرّم، أوله الخميس.
(٥) يعني: ثورة العربان في أرض حَوْران، وقطع السُّبل، إلى أن قتل مقدَّمُهم الشهاب أحمد بن البُسَريّة بزُرع. الذيل للحسيني ص (٣١٧ - ٣١٨).

<<  <   >  >>