للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عظيم، وصلى به خطيبًا القاضي تاج الدين المناوي (١) الشافعي، قاضي العسكر المنصورة للشافعية، ودخل الأمراء مع السلطان للقلعة من باب الحديد، ومدَّ لهم سماط هائل أكلوا منه ثم رجعوا إلى دورهم وقصورهم، وحمل الطير في هذا اليوم على رأس السلطان الأمير علي نائب دمشق، وخلع عليه خلعة هائلة.

وفي هذا اليوم مُسك الأمير تُوْمان تَمُر الذي كان نائب طرابلس، ثم بَيْدَمُر، فكان من أمره ما قدَّمنا ذكره، ثم نَفَرَ إلى المصريين واعتذر إليهم، فعذروه فيما يبدو للناس، ودخل وهو حامل القبة على رأس السلطان يوم الدخول، ثم ولّوه نيابة حمص، فصغروه وحقروه، ثم لما استمر ذاهبًا إليها فكان عند القابون أرسلوا إليه فأمسكوه وردوه، وطلب منه المئة ألف التي كان قبضها من بَيْدَمُر، ثم ردُّوه إلى نيابة حمص.

وفي يوم الخميس ثاني الشهر اشتهر الخبر بأن طائفة من الجيش بمصر من طواشية وخاصكية ملكُوا عليهم حُسَيْن بن الناصر ثم اختلفوا فيما بينهم واقتتلو (٢)، وأن الأمر قد انفصل، ورُدَّ حُسَيْن للمحل الذي كان معتقلًا فيه (٣)، وأطفأ الله شر هذه الطائفة ولله الحمد.

وفي آخر هذا اليوم لبس القاضي ناصر الدين ابن الصاحب شرف الدين بن يعقوب (٤) خلعة كتابة السر الشريفية، والمدرستين، ومشيخة الشيوخ عوضًا عن الرئيس علاء الدين بن القلانسي، عُزل وصودر، وراح الناس لتهنئته بالعَوْد إلى وظيفته كما كان (٥).

وفي صبيحة يوم الجمعة ثالثه مسك جماعة من الأمراء الشاميين منهم الحاجبان صلاح الدين وحسام الدين والمهمندار ابن أخي الحاجب الكبير، تمر، وناصر الدين ابن الملك صلاح الدين بن الكامل، وابن حمزة والطرخاني واثنان أخوان وهما طَيْبُغا زفر وبلجاك (٦)؛ كلهم طبلخانات، وأخرجوا خبز وتمر حاجب الحجاب، وكذلك الحجوبية [وأعطوه لا بن القشيري الذي كان نائب حلب والحجوبية] (٧) أيضًا لقُماري أحد أمراء مصر.


(١) في ط: الساوي وهو تحريف.
هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن السلمي المصري المُنَاوي مات سنة (٧٦٥) هـ كما سيأتي.
(٢) الدرر الكامنة (٢/ ٧٠). بدائع الزهور (١/ ٥٨٤) الذيل التام (١/ ١٨٠)
(٣) في دور الحريم بقلعة الجبل
(٤) هو: محمد بن يعقوب مات سنة (٧٦٣) هـ كما سيأتي
(٥) الدرر الكامنة (٤/ ٢٨٧)
(٦) في ط: بلجات. وسوف يأتي بالكاف
(٧) ما بين الحاصرتين ليس في أ وب وط

<<  <   >  >>