للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونَوْرُوز (١) أحد مقدمي الألوف، وتَمُر المهمندار (٢)، وقد كان مقدم ألف، وحاجب الحجاب، وعمل نيابةً غزة في وقت، ثم تعصب عليه المصريون فعزلوه عن الإمرة، وكان مريضًا فاستمر مريضًا إلى أن توفي يوم الجمعة، ودفن يوم السبت بتربته التي أنشأها بالصُّوفية، لكنّه لم يُدفن فيها بل على بابها كأنه تورع أو ندم على بنائها فوق قبور المسلمين .

وتوفي الأمير ناصر الدين بن لاقوش (٣) يوم الإثنين العشرين من شوال ودفن بالقبيبات، وقد ناب ببعلبك وبحمص، ثم قطع خبزه هو وأخوه كُجْكُن (٤) ونفُوا عن البلد إلى بلدان شتى، ثم رضي عنهم الأمير يَلْبغا وأعاد عليهم أخباز (٥) بطبلخانات، فما لبث ناصر الدين إلا يسيرًا حتى توفي إلى رحمة الله تعالى، وقد أثر آثارًا حسنة كثيرة، منها عند عقبة الرمانة خان مليح نافع، وله ببعلبك جامع وحمام وخان وغير ذلك، وله من العمر ست وخمسون سنة.

[وفي يوم الأحد السادس والعشرين منه درّس القاضي بدر (٦) الدين محمد ابن قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء الشافعي بالمدرسة الأتابكية، نزل له عنها والده بتوقيع سلطاني، وحضر عنده القضاة والأعيان، وأخذ في قوله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ [البقرة: ١٩٧].

وفي هذا اليوم درّس القاضي نجم الدين أحمد بن عثمان النابلسي الشّافعي المعروف بابن الجابي (٧) بالمدرسة العَصْرونية (٨) استنزل له عنها القاضي أمين الدين بن القلانسي في مصادراته.

وفي صبيحة يوم الإثنين التاسع والعشرين من شوّال درّس القاضي ولي الدين عبد الله (٩) بن القاضي بهاء الدين أبي البقاء بالمدرستين الرَّواحية ثم القيمرية، نزل له عنهما والده المذكور بتوقيع سلطاني، وحضر عنده فيهما القضاة والأعيان] (١٠).

وفي صبيحة يوم الخميس سلخ شوال سُمّر الشيخ أسد بن الشيخ الكردي (١١) على جمل وطِيف به في حواضر البلد ونودي عليه: هذا جزاء من يخامر على السلطان ويفسد نواب السلطان، ثم أُنزل عن الجمل


(١) ترجمته في الدرر الكامنة (٤/ ٣٩٨). وهو نوروز الناصري.
(٢) ترجمته في: الذيل للحسيني ص (٣٣٩) والذيل التام للسخاوي (١/ ١٨٥).
(٣) ترجمته في الدرر الكامنة (٤/ ٢٨٠) والذيل التام للسخاوي (١/ ١٨٦) وفيه: محمد بن آقوش.
(٤) في ط: كحلن. وقد سبق الكلام فيه.
(٥) في ط: "أخبارًا" بالراء ولا معنى لها، والصواب ما أثبتناه، وهو جمع "خبز". (بشار)
(٦) في ط: نور. وهو تحريف.
(٧) الياسوفي. مات سنة (٧٧٨) هـ. الدرر الكامنة (١/ ٢٠٠) الدارس (١/ ٢٤١).
(٨) هي داخل باب الفرج والنصر شرقي القلعة. الدارس (١/ ٣٩٨).
(٩) مات سنة (٧٨٥) هـ. الدرر الكامنة (٢/ ٢٩٢) الدارس (١/ ٢٧٣ و ٤٤٥).
(١٠) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل. واستدركته من ط.
(١١) هو: أسد بن أميري الكردي من أعوان بَيْدَمر ضد يَلْبُغَا. الدرر الكامنة (١/ ٣٥٩).

<<  <   >  >>