للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[قال] انظر هل ترى فيها شجرًا مثمرًا أو شيئًا ينتفع به؟ فقلت: إنما تصلح للجلوس عليها في ضوء القمر. فهذا حاصل ما رأيته، ووقع في خَلَدي أن ابن حزم كان حاضرنا عند ما أشرت للشيخ محيي الدين إلى الأرض المنسوبة لابن حزم، وهو ساكت لا يتكلم.

شهر صفر، أوّله الأربعاء، وقيل الثلاثاء. في يوم الثلاثاء رابع عشره ورد البريد من الديار المصرية إلى نائب السلطنة يأمره بأن يكون الجيش بكماله على أهبة الجهاد، ليسيروا نحو: بلاد ملطية وقيسارية بعد شهر، فتأهبوا لذلك (١).

وفي يوم الخميس الثالث والعشرين منه خلع على القاضي عماد الدين بن الشيرجي بعود الحسبة إليه بسبب ضعف علاء الدين الأنصاري عن القيام بها لشغله بالمرض المُدْنِف، وهناه الناس على العادة.

وفي ليلة السبت السادس والعشرين منه توفي.

الشيخ علاء الدين الأنصاري (٢) المذكور بالمدرسة الأمينية، وصُلّي عليه الظهر بالجامع الأموي، ودفن بمقابر باب الصغير خلف محراب جامع جراح (٣)، في تربة هنالك، وقد جاوز الأربعين سنة، ودرَّس في الأمينية، وفي الحسبة مرتين، وترك أولادًا صغارًا وأموالًا جزيلة سامحه الله ورحمه، وولي المدرسة بعده قاضي القضاة تاج الدين بن السبكي بمرسوم كريم شريف (٤).

وفي العشر الأخير منه بلغنا وفاة:

قاضي القضاة المالكية الإخنائي (٥) بمصر وتولية أخيه برهان الدين ابن قاضي القضاة علم الدين الشافعي أبوه قاضيًا مكان أخيه، وقد كان على الحسبة بمصر مشكور السيرة فيها، وأضيف إليه نظر الخزانة كما كان أخوه.

شهر ربيع الأول الأول، وأوَّله الخميس، وفي صبيحة الأحد يوم رابعه كان ابتداء حضور قاضي القضاة تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب ابن قاضي القضاة تقي الدين أبي (٦) الحسن بن عبد الكافي السبكي الشافعي تدريس الأمينيّة عوضًا عن الشيخ علاء الدين المحتسب، بحكم وفاته كما ذكرنا، وحضر عنده


(١) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.
(٢) ترجمته في الذيل للحسيني ص (٣٤٨) والدرر الكامنة (٣/ ١٠٣) وفيه: علي بن محمد بن سعيد بن سالم … (١/ ٢٠٠) والذيل التام للسخاوي (١/ ١٩٠).
(٣) خارج الباب الصغير بمحلة سوق الغنم. الدارس (٢/ ٤٢٠)
(٤) الدارس (١/ ٢٠٠).
(٥) ترجمته في الذيل للحسيني ص (٣٤٨) والدرر الكامنة (٤/ ٢٤٥) والنجوم الزاهرة (١١/ ١٤) والذيل التام للسخاوي (١/ ١٩١)
(٦) في ط: "بن" وهو تحريف بين فهو أبو الحسن علي بن عبد الكافي (بشار)

<<  <   >  >>