للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلق من العلماء والأمراء والفقهاء والعامة، وكان درسًا حافلًا، أخذ في قوله تعالى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: ٥٤] الآية وما بعدها، فاستنبط أشياء حسنة، وذكر ضَرْبًا من العلوم بعبارة طلقة جارية معسولة، أخذ ذلك من غير تلعثم ولا تلجلج ولا تكلف فأجاد وأفاد، وشكره الخاصة والعامة من الحاضرين وغيرهم حتى قال بعض الأكابر: إنَّه لم يسمع درسًا مثله (١).

وفي يوم الإثنين الخامس والعشرين منه توفي:

[الصدر برهان الدين بن لؤلؤ الحوضي، في داره بالقصَّاعين ولم يمرض إلا يومًا واحدًا، وصلّي عليه من الغد بجامع دمشق بعد صلاة الظهر، وخرجوا به من باب النصر، فخرج نائب السلطنة الأمير علي فصلى عليه إمامًا خارج باب النصر، ثم ذهبوا به فدفنوه بمقابرهم بباب الصغير، فدفن عند أبيه ، وكان فيه مروءة وقيام مع الناس، وله وجاهةٌ عند الدّولة، وقبول عند نواب السلطنة وغيرهم، ويحب العلماء وأهل الخير، ويواظب على سماع مواعيد الحديث والخير، وكان له مال وثروة ومعروف، قارب الثمانين ] (٢).

وجاء البريد من الديار المصرية فأخبر بموت:

الشيخ شمس الدين محمد (٣) بن النقاش المصري بها، وكان واعظًا باهرًا، وفصيحًا ماهرًا، ونحويًّا شاعرًا، له يد طولى في فنون متعددة، وقدرة على نسج الكلام، ودخول على الدولة، وتحصيل الأموال، وهو من أبناء الأربعين .

وأخبر البريد بولاية قاضي القضاة شرف الدين المالكي البغدادي، الذي كان قاضيًا بالشام للمالكية، ثم عُزل بنظر الخزانة بمصر، فإِنَّه رُتِّب له معلوم وافر يكفيه ويفضل عنه، ففرح بذلك من يحبه.

وأخبر البريد بولاية قاضي القضاة شرف الدين المالكي البغدادي، الذي كان قاضيًا بالشام للمالكية، ثم عُزل بنظر الخزانة بمصر، فإنه رُتب له معلوم وافر يكفية ويفضل عنه، ففرح بذلك من يحبُّه.

شهر ربيع الآخر، وأوّله الجمعة (٤).

وفي يوم الأحد السابع عشر منه توفي:


(١) الدرر الكامنة (٢/ ٤٢٦) الدارس (١/ ٢٠٠).
(٢) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل. واستدركته من ط.
(٣) ترجمته في الذيل للحسيني ص (٣٤٩) والدرر الكامنة (٤/ ٧١) والنجوم الزاهرة (١١/ ١٣) والذيل التام (١/ ١٨٩).
وهو: محمد بن علي بن عبد الواحد بن يحيى بن عبد الرحيم الدكالي ثم المصري أبو أمامة بن النقاش.
(٤) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.

<<  <   >  >>