للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الديار المصرية عوضًا عن ناصر الدين بن يعقوب، وكان قدومه يوم سلخ السنة الماضية (١)، وناظر الدواوين بدر الدين حسن بن النابلسي، وناظر الجيش علم الدين داود، وناظر الخزانة القاضي تقي الدين بن أبي الطيب، وناظر الجامع القاضي تقي الدين بن مراجل.

وشاد الأوقاف الأمير بدر الدين صدقه بن أوحد، وشادّ الدواوين ناصر الدين محمد بن بهادر السيرجي، ومتولي البر بدر الدين حسن بن العسكري، ومتولّي المعنية ناصر الدين محمد بن الغاوي، والحجبة، ونقيب الجيش هم المذكورون في التي قبلها (٢).

شهر الله المحرّم، أوّله الجمعة، ودخل المحمل السلطاني يوم الجمعة الثاني والعشرين منه بعد العصر خوفًا من المطر، وكان وقع مطر شديد قبل أيام، فتلف منه غلات كثيرة بحوران وغيرها، ومساطيح (٣) وغير ذلك، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وفي ليلة الأربعاء السابع والعشرين منه بعد عشاء الآخرة دخل فارس من ناحية باب الفرج إلى ناحية باب القلعة الجواني، ومن ناحية الباب المذكور سلسلة، ومن ناحية باب النصر أخرى جددتا لئلا يمر راكب على باب القلعة المنصورة، فساق هذا الفارس المذكور على السلسلة الواحدة فقطعها، ثم مرعلى الأخرى فقطعها، وخرج من باب النصر، ولم يعرف لأنه كان ملثّمًا.

وخرج نائب السلطنة صبيحة يوم الخميس الثامن والعشرين منه، وصحبته الأمراء وأكثر الحلقة إلى ناحية الضمير، لمساعدة أمير العرب معيقل علي حيار بن مهنا فقد زاد فساده.

شهر صفر، أوّله السبت (٤).

وفي حادي عشر صفر وقبله بيوم قدم البريد من الديار المصرية بطلب الأمير سيف الدين زبالة أحد أمراء الألوف إلى الديار المصرية مكرّمًا، وقد كان عزل عن نيابة القلعة بسبب ما تقدم، وجاء البريد أيضًا ومعه التواقيع التي كانت بأيدي ناس كثير، زيادات على الجامع، رُدَّت إليهم وأُقرُّوا على ما بأيديهم من ذلك، وكان ناظر الجامع الصاحب تقي الدين بن مراجل قد سعى برفع ما زيد بعد التذكرة التي كانت في أيام صَرْغَتْمُش، فلم يف ذلك.

وتوجّه الشيخ بهاء الدين بن السبكي قاضي قضاة الشام الشافعي من دمشق إلى الديار المصرية يوم


(١) في بدائع الزهور (١/ ٥٨٩): وفي شهر شوال أخلع على القاضي جمال الدين عبد الله بن محمد المعروف بابن الأثير، واستقرّ في كتابة السرّ بدمشق عوضًا عن القاضي ناصر الدين.
(٢) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.
(٣) في ط: مشاطيخ وهو تحريف.
والمساطيح: ج مِسْطح وهو مكان بسط التمر وغيره للتجفيف، واللغة فيه: مساطح.
(٤) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.

<<  <   >  >>