للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقدم رسول أُويس عائدًا من الديار المصرية يوم الخميس السادس والعشرين منه؛ فاحتفل الجيش على العادة.

شهر شعبان المكرم، أوّله الثلاثاء (١). وفي يوم السبت سادس شعبان توجه نائب السلطنة في صحبة جمهور الأمراء إلى ناحية تَدْمُر لأجل الأعراب من أصحاب حيار (٢) بن مهنا، ومن التف عليه منهم، وقد دمّر بعضهم بلد تَدْمُر وحرّقوا كثيرًا من أشجارها، وزرعوا وانتهبوا شيئًا كثيرًا، وخرجوا عن الطاعة، وذلك بسبب قطع أخبازهم وتملُّك أملاكهم والحيلولة عليهم، فركب نائب السلطنة بمن معه كما ذكرنا، لطردهم عن تلك الناحية، وفي صحبته الأمير حمزة بن الخياط، أحد أمراء الطبلخانات، وقد كان حاجبًا لحيار قبل ذلك، فرجع عنه وألب عليه عند الأمير الكبير يلبغا الخاصكي، ووعده إن هو أمره وكبره أن يُظفره بحيار وأن يأتيه برأسه، ففعل معه ذلك، فقدم إلى دمشق ومعه مرسوم بركوب الجيش معه إلى حيار وأصحابه، فساروا كما ذكرنا، فوصلوا إلى تَدْمُر، وهربت الأعراب من بين يدي نائب الشام يمينًا وشمالًا، ولم يواجهوه هيبة له، ولكنهم يتحرَّفون على حمزة بن الخياط، ثم بلغنا أنهم بيتوا الجيش فقتلوا منه طائفة وجرحوا آخرين وأسروا آخرين فإنا لله وإنا إليه راجعون (٣).

سلطنة الملك الأشرف ناصر الدين: شعبان بن حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون.

لما كان عشية السبت تاسع عشر شعبان من هذه السنة - أعني سنة أربع وستين وسبعمئة قدم أمير من الديار المصرية فنزل بالقصر الأبلق، وأخبر بزوال مملكة الملك المنصور بن المظفر حاجي ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون، و [أنه] (٤) مسك واعتقل. وبويع للملك الأشرف شعبان بن حسين الناصر بن المنصور قلاوون، وله من العمر قريب العشرين، فدُقَّت البشائر بالقلعة المنصورة، وأصبح الناس يوم الأحد في في هم الزينة. وأخبرني قاضي القضاة تاج الدين والصاحب بدر الدين ماجد ناظر الدواوين، أنه لما كان يوم الثلاثاء الخامس عشر من شعبان عُزل الملك المنصور، وأُودع منزله وأجلس الملك الأشرف ناصر الدين شعبان على سرير الملك، وبويع لذلك (٥).

وقد وقع رعد في هذا اليوم ومطر كثير، وجرت المزاريب، فصار غدرانًا في الطرقات، وذلك في خامس حزيران، فتعجب الناس من ذلك.


(١) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.
(٢) في ط: خيار ومضى الحديث فيه.
(٣) ابن خلدون (٥/ ٤٣٩).
(٤) زيادة يقتضيها السياق.
(٥) الذيل للحسيني ص (٣٥٨) والذيل التام (١/ ١٩٦).

<<  <   >  >>