للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محمد بن العز الحنفي (١)، وحضر نائب السلطنة والقضاة وشكرت خطبة الخطيب به، ومد الصاحب شهاب الدين الحنفي سماطًا بعد الصلاة بالجامع المذكور، وهو الذي كان الساعي في عمارته، والمستحث عليها، فجاء في غاية الإتقان والحسن، تقبل الله منهم.

وفي ثالث ذي القعدة استناب ابن صَصْرَى القاضي صدر الدين سليمان بن هلال بن شبل الجعفري (٢) خطيب داريا في الحكم عوضًا عن جلال الدين القزويني، بسبب اشتغاله بالخطابة عن الحكم.

وفي يوم الجمعة التاسع والعشرين من ذي القعدة قدم قاضي القضاة صدر الدين أبو الحسن علي بن الشيخ صفي الدين الحنفي البصراوي (٣) إلى دمشق من القاهرة متوليًا قضاء الحنفية عوضًا عن الأذرعي، مع ما بيده من تدريس النورية والمقدميّة (٤) وخرج الناس لتلقيه وهنؤوه، وحكم بالنُّورية، وقرئ تقليده بالمقصورة الكِنْديَّة [في الزاوية الشرقية، من جامع بني أمية] (٥).

وفي ذي الحجة ولي الأمير عز الدين بن صبرة على البلاد القبلية والي الولاة، عوضًا عن الأمير جمال الدين أقوش الرُّستمي، بحكم ولايته شد الدواوين بدمشق، وجاء كتاب من السلطان بولاية وكالته للرئيس عز الدين بن حمزة القلانسي (٦) عوضًا عن ابن عمه شرف الدين، فكره ذلك.

[وفي اليوم الثامن والعشرين من ذي الحجة أخبر نائب السلطنة بوصول كتاب من الشيخ تقي الدين من الحبس الذي يقال له: الجُب، فأرسل في طلبه فجيء به فقرئ على الناس فجعل يشكر الشيخ ويثني عليه وعلى علمه وديانته وشجاعته وزهده، وقال: ما رأيت مثله، وإذا هو كتاب مشتمل على ما هو عليه في السجن من التوجه إلى الله، وأنه لم يقبل من أحد شيئًا لا من النفقات السلطانية] (٧) ولا من الكسوة ولا من الإدارات ولا غيرها، ولا تدنّس بشيء من ذلك] (٨).

[وفي هذا الشهر يوم الخميس السابع والعشرين منه طلب أَخَوَا الشيخ تقي الدين: شرف الدين


(١) سيأتي في وفيات سنة (٧٢٢ هـ)
(٢) في ط: الجعبري. سيأتي في وفيات سنة (٧٢٥ هـ).
(٣) علي بن الشيخ صفي الدين الحنفي البصراوي توفي سنة (٧٢٧ هـ). ترجمته في الدرر الكامنة (٦/ ٧٨) والنجوم الزاهرة (٢٦٨) والدرر (٣/ ٩٦) وفيها: ابن أبي القاسم.
(٤) النُّورية الكبرى، كان موضعها دارًا لمعاوية بن أبي سفيان بناها الملك نور الدين وفيه نظر، إنما الذي أنشأها الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين.
والمقدميّة: داخل باب الفراديس. الدارس (١/ ٦٠٠ و ٦٢١) ومنادمة الأطلال (ص ٢٠٦ و ٢١٢)
(٥) ليست في ب
(٦) سيأتي في وفيات سنة (٧٢٩ هـ)
(٧) إلى هنا وينتهي البياض المشار إليه من قبل.
(٨) في ب: ووصل كتاب من الشيخ تقي الدين بن تيمية وهو في الجبّ إلى نائب الشام الأفرم، فقرأه على الناس، وجعل يشكر من ديانته وعلمه وشجاعته، ويثني عليه بما هو مشتمل عليه في السجن.

<<  <   >  >>