للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي سابع عشر رمضان حكم القاضي تقي الدين الحنبلي بحقن دم محمد بن الباجَرْبَقي (١)، وأثبت عنده محضرًا بعداوة ما بينه وبين الشُّهود السنّة الذين شهدوا عليه عند المالكي، حين حكم بإراقة دمه، وممن شهد بهذه العداوة ناصر الدين بن عبد السلام (٢) وزين الدين بن الشريف عدنان (٣)، وقطب الدين ابن شيخ السلامية (٤) وغيرهم.

وفيها باشر كمال الدين بن الزَّملكاني نظر ديوان ملك الأمراء (٥) عوضًا عن شهاب الدين الحنفي، وذلك في آخر رمضان، وخلع عليه بطَيْلسان وخلعة، وحضر بها دار العدل.

(٦) [وفي ليلة عيد الفطر أَحْضَرَ الأمير سيف الدين سلار نائب مصر القضاة الثلاثة وجماعة من الفقهاء والقضاة الشافعي والمالكي والحنفي، والفقهاء التاجي (٧) والجزري (٨) والنمراوي (٩)، وتكلموا في إخراج الشيخ تقي الدين بن تيمية من الحبس، فاشترط بعض الحاضرين عليه شروطًا بذلك، [منها أنه يلتزم بالرجوع عن بعض العقيدة] (١٠) وأرسلوا إليه ليحضر ليتكلّموا معه في ذلك، فامتنع من الحضور وصمَّم، وتكرّرت الرُّسل إليه ستّ مراتٍ، فصمم على عدم الحضور، ولم يلتفت إليهم، ولم يعدهم شيئًا، فطال عليهم المجلس فتفرّقوا وانصرفوا غير مأجورين.

وفي يوم الأربعاء ثاني شوال أذن نائب السلطنة الأفرم للقاضي جلال الدين القزويني (١١) أن يصلي بالناس ويخطب بجامع دمشق عوضًا عن الشيخ شمس الدين إمام الكلاسة، توفي، فصلى الظهر يومئذ وخطب الجمعة، واستمر بالإمامة والخطابة حتى وصل توقيعه بذلك من القاهرة.

وفي مستهل ذي القعدة حضر نائب السلطنة والقضاة والأمراء والأعيان وشكرت خطبته.

وفي مستهل ذي القعدة كمل بناء الجامع (١٢) الذي ابتناه وعمره الأمير جمال الدين نائب السلطنة الأفرم عند الرباط الناصري بالصالحية، ورتب فيه خطيبًا يخطب يوم الجمعة، وهو القاضي شمس الدين


(١) في ط الباجريقي بالياء
(٢) ابن شرف الدين المالكي قاضي القضاة.
(٣) هو: الحسين بن محمد. سيأتي في وفيات سنة (٧٠٨ هـ).
(٤) هو: موسى بن أحمد بن الحسين، وسيأتي في وفيات سنة (٧٢٧ هـ).
(٥) هو الأفرم، وهو لقب كان يطلق على نائب الشام.
(٦) من هنا بياض قدر ورقة في الأصل استدركته من أوط.
(٧) في ط: الباجي بالباء.
(٨) هو: ثابت بن عمر بن المشيّع المقصاتي سيأتي في وفيات (٧١٣ هـ)
(٩) هو: عز الدين عبد الجليل، سيأتي في وفيات سنة (٧١٠ هـ)
(١٠) ليست في ب.
(١١) هو: محمد بن عبد الرحمن بن عمر، سيأتي في وفيات سنة (٧٣٩ هـ).
(١٢) هو جامع الأفرم. الدارس (٢/ ٤٣٥).

<<  <   >  >>