للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في غاية الحسن، وسلك الناس في حارات اليهود، وانكشف دَخَلُهم وأمِنَ النَّاسُ من دخنهم وغشهم ومكرهم وخبثهم، وانفرج الناس بهذا الباب المبارك.

شهر شوال، أوله الثلاثاء، واستهل والجراد قد أتلف شيئًا كثيرًا من البلاد، ورعى الخضراوات والأشجار، وأوسع أهل الشام في الفساد، وغلت الأسعار، واستمرَّ الفناء، وكثر الضجيج والبكاء، وفقدنا كثيرًا من الأصحاب والأصدقاء، فلا تسمع في البلد إلا فلانًا مات، وفلانًا قد مات.

وسار الركب الشامي من دمشق يوم الإثنين رابع عشره على العادة، وخرج خلق كثير، وأميره الأمير شمس الدين سنقر الخازن، وقاضيه قاضي مصياف.

وحج من الأعيان في هذه السنة الشيخ بدر الدين بن الشَّريشي، وولده الشيخ شرف الدين محمود مدرس الباذرائية، والشيخ برهان الدين (. . .) (١) والشيخ محيي الدين الرحبي أحد التجار السفاره.

وفي أواخره قدم الأمير المُسمّى بابن كلبك بشاد الدواوين بمصر، وطلب الصاحب شمس الدين البهنسي ناظر الدواوين بدمشق وطلب منه حسابًا، فوقف عليه فيما ذكر مالًا جزيلًا، فطالبه به فتمنع عليه، وأظهر الغضب، فضربه على مقعده، ثم أقامه وضربه على كفيه (٢) ضربًا عنيفًا، ثم تكرر منه هذا الصنيع حتى حمل الصاحب ما زاد على المئة ألف درهم. وعزل عن النظر عزلًا فظيعًا شنيعًا.

شهر ذي القعدة أوّله الخميس، ثمّ تعيّن الأربعاء استهل وقد تقاصر الفناء -ولله الحمد- ونزل العدد إلى الأربعين وما حولها (٣).

[وفي رابعه دخل بالفيل والزرافة إلى مدينة دمشق من القاهرة، فأنزلا في الميدان الأخضر قريبًا من القصر الأبلق، وذهب الناس للنظر إليهما على العادة] (٤).

وفي يوم الثلاثاء سادسه، وهو رابع آب سمع رعد شديد، ورؤي غيم كثيف حجب عين الشمس - وجاء سيل عظيم في بعض الأراضي حمل شيئًا كثيرًا من الغلات التي في البيادر ولم تقسّم (٥).

وفي يوم الجمعة تاسعه صُلِّي على الشيخ جمال الدين عبد الصمد (٦) بن خليل البغدادي، المعروف بابن الخُضَري، محدّث بغداد وواعظها، كان من أهل السُّنَّة والجماعة انتهى.


(١) بياض قدر كلمة.
(٢) الخبر في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٢٤٥ وفيه: (على كسعه).
(٣) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل من قوله: وسار الركب الشامي.
(٤) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل، واستدركته من ط.
(٥) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل.
(٦) ترجمته في الوفيات لابن رافع (٢/ ٢٩٣) ووفاته فيه: في شهر رمضان والدرر الكامنة (٢/ ٣٦٧) وفيه: يعرف بابن الحصري، وذيل طبقات الحنابلة (٢/ ٤١٣) والذيل التام (١/ ٢٠٤) وفيه أيضًا: وفي رمضان ببغداد.

<<  <   >  >>