للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تولُّوا ابنَ عقيل، فعين الأمير الكبير قاضي القضاة بهاء الدين أبا البقاء، فقيل: إنه أظهر الامتناع، ثم قبل ولبس الخلعة.

وباشر يوم الإثنين الثالث والعشرين من جمادى الآخرة، وتولَّى قاضي القضاة الشيخ بهاء الدين ابن قاضي القضاة تقي الدين السُّبكي قضاء العساكر الذي كان بيد أبي البقاء.

شهر رجب الفرد، أوّله الثلاثاء، في صبيحة الأحد سادسه سمّر نائب السلطنة رجلًا من أهل الجبل يقال له: حسن الجمال، كان قد عتا (١) وتمرّد وبغى، فلم يزل في تطلّبه حتَّى أحضره نائب بعلبك ومعه جماعة من أخدانه، على الجمال، وكانوا فوق العشرين، وألبس مقدمهم خلعة وكللاتة كان قد خلعها عليه قبل ذلك.

ثم أمر بعدما طيف بهم البلد دورة المحمل، فوُسّط بعد ذلك لا جمع الله به شملًا، ولا رحمه، آمين (٢).

وفي يوم الإثنين سابعه توفي الشيخ علي (٣) المراوحي خادم الشيخ أسد المراوحي البغدادي، وكان فيه مروءة كثيرة، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدخل على النواب ويرسل إلى الولاة فتقبل رسالته، وله قبول عند الناس، وفيه بر وصدقة وإحسان إلى المحاويج (٤)، وبيده مال جيد يتَّجر له فيه، تعلَّل مدة طويلة ثم كانت وفاته في هذا اليوم فصلِّيَ عليه الظهر بالجامع، ثم حُمل إلى سفح قاسيون .

وفي يوم الإثنين رابع عشره، طافوا بالمحمل حول البلد، ولم يكن نائب السلطنة حاضرًا، ولم يركب. وفي العشر الآخَر منه ركب الشعائر على كوى قبّة النّسر وظهور الجامات التي بالمقصورة من الجامع الأموي، وجاءت في غاية الحسن والنّفع، وذلك عن أمر نائب السلطنة ومباشرته لذلك جزاه الله خيرًا.

وهو ساع في عمارة المعمل قيساريةً للتجار وغير ذلك.

واشتهر في هذا الشهر أن الأمير بيدمر الذي كان نائب الشام، وهو مقيم ببلد صفد بطالًا قد ولّاه الأمير يلبُغَا ولاية الولاة بحوران مع إمرة طبلخاناه على قاعدة ابن صبح والشيخ علي.

شهر شعبان المكرم، أوّله الخميس، في العشر الأول منه وذلك في التاسع والعشرين من نيسان وقع مطرٌ هائل سألت منه الميازيب وامتلأت منه الطرقات مرّات متعدّدة، ففرح الناس به فرحًا شديدًا،


(١) عتا يعتو: استكبر وتجاوز الحد. اللسان (عتا).
(٢) ليست في أ و ب وط. وهي في الأصل.
(٣) ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ١٤٥) وفيه: البراوحي.
(٤) يعني: المحتاجين.

<<  <   >  >>