للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبلغَنا وفاةُ الشّيخ جمالِ الدّين بن نُبَاته (١)، حاملُ لواءِ شعراءِ زمانه بالدّيار المصريّة بمارِسْتَان الملك المنصور قلاوون، وذلك يوم الثلاثاء سابعِ صفرٍ.

وفي ليلة الأربعاء: نقبَ أهلُ حبس السَّد (٢) سجنهم، وهربَ أكثرُهم، فأرسلَ الولاةُ وراءهم صبيحةَ يومئذ، فمُسك كثيرٌ منهم، فضُربوا أشدَّ الضرب، وردّوهم إلى شرِّ المُنْقلب.

وفي هذا الشهر والذي قبله منعَ نائبُ السلطنة من أن يُباع بالبلد العنبُ الأبيض البلدي؛ خشيةَ أن يتطرّق الخمّارون إلى عَصْره؛ فصارَ يُباع ظاهرَ البلد بأرخص الأسعار، ولا يُباع في البلد منه شيء.

وفيه وليَ نيابةَ القلعة الأمير سيفُ الدين الشّريفي الذي كان حاجبًا، ثم ولي شدّ الدواوين.

وفي يومِ الأربعاء خامس عشره، نُودي بالبلدان [ألّا] (٣) يُعاملَ الفرنجُ البنادقة والجنويّة والكَيْتَلان.

واجتمعتُ في آخر هذا اليوم بالأمير زين الدين زَبالة نائب [الغيبة، النّازل بدار الذّهب فأخبرني:] (٤) أنّ البريديّ أخبرَه: أن صاحبَ قُبْرِص رأى في النُجوم أنَّ قُبْرصَ مأخوذةُ فجهّز [مركبين من الأسرى] (٥) الذين عنده من المسلمين إلى الأمير يَلْبُغا، ونادى في البلاد أنَّ من كتمَ مسلمًا صغيرًا أو كبيرًا قُتل، ومن عزْمِهِ ألّا يُبقي أحدًا من الأسارى إلّا أَرسَله.

وفي آخر هذا اليوم قدمَ من الدّيار المصريّة قاضي القضاة جمالُ الدين المسلَّاتي المالكي الذي كان قاضيَ المالكية، فعُزِل في أواخر رمضان من السنة الماضية، فحجّ ثمَّ قصدَ الدّيار المصريّة، فدخلَها لعلّه يستَعْتب فلم يصادفه قبولٌ، وادُّعِيَ عليه عند بعض الحجّاب، وحصلَ له ما يسوؤُه، ثم خرجَ إلى الشّام، فجاء فنزل في التُّربة الكامليّة شماليّ الجامع الأموي، ثمّ انتقل إلى منزل ابنته متمرضًا، والطّلابات والدَّعاوى والمصالحات عنه كثيرة جدًّا (٦)، فأحسن الله عاقبته.

وفي يوم الأحد بعدَ العصر، دخل الأمير طَيْبُغَا الطّوِيل من القدس الشريف إلى دمشقَ مجتازًا إلى نيابةِ حماة - حرسها الله -، فنزلَ بالقصر الأَبْلق، ثم ترحَّل بعد يومين.


(١) ترجمته في: الوفيات لابن رافع ٢/ ٣١١ - ٣١٢، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣٠٣ - ٣٠٥، والذيل التام ١/ ٢٢٣.
(٢) في الأصل: (الشّدّ). تحريف.
(٣) زيادة يقتضيها السّياق.
(٤) سقط من الأصل، واستدركته من المطبوع ١٦/ ٤٧٠.
(٥) سقط من: الأصل، واستدركته من المطبوع ١٦/ ٤٧٠.
(٦) لما كان بينه وبين القاضي السُّبكي.

<<  <   >  >>