للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الخميس السابع والعشرين منه خُلع على الصّاحبِ سعد الدين ماجد [بن التاج إسحاق] (١) وأُفرج عنه ممّا كان فيه من العقوبة والمصادرة على يد ابن كَلْبك لا كتب [الله له السلامة] (٢) وقدم القاضي جمال الدُين بن الأثير من الدّيار المصريّة على كتابةِ السرَّ بدمشقَ ليلةَ السبت التاسع والعِشرين منه، وتلقّاه قاضي القضاة تاج الدّين الشافعي وغيرُه من القضاة والأعيان إلى أَثْناء الطريق، ودخلَ في محفلِ هائلِ، فنزلَ في الدار التي نزل فيها في أيام تَنْكُز، وهذه المرَّة هي الثالثةُ يلي كتابةَ السرّ بدمشق (٣).

وفي هذا الشهر أُحضرَ الأمير شَنْكل مَنْكل (٤) من الدّيار المصريَّة إلى دمشقَ وهو مريضٌ في محفّة، وأُعيد إلى ولاية الولاة بحَوْران فما هو إلّا أن وصل ناويًا كلَّ سوءٍ وشرّ أخذه الله إليه، وتوفّي في العَشْر الآخَر من هذا الشهر.

شهر جمادى الأُولى أوله الأحد، في يوم الخميس خامسه خُلع على سيف الدين أبي بكر بن بُراق بولاية البرّ، وهو كارهٌ.

وفي يوم الجمعة سادسه. حضرَ كاتبُ السر ابن الأثير السَّمَيْسَاطيّة وعليه خِلعةٌ بمشيخة الشيوخ، وحضر عنده الأعيان.

وخسف القمر ليلة الخامس عشرة بعد عشاءِ الآخرة، وصلَّى الناسُ صلاةَ الكسوف.

وخُلع على الأميرِ الكبيرِ بَيْدَمِرِ الذي كان نائبَ الشام يومَ قدومه من بيروت بسبب أنّه استنابه الأميران أُقْبُغا جَلَب وأسَنْدمِر، وهما اللّذان أخذا الغَوْرَ بعد يَلْبُغا، واستناباه على ذلك، ثم خلعَ عليه الآخرُ بعده بيوم، وذلك يوم الثلاثاء سابع عشره.

وجاءت البشارةُ إلى نائب السَّلطنة بقتلِ صاحب قُبْرص، قتله فداوية كان قد أرسلهم إليه يَلْبغا قبل مَقْتله فيقال: إنه قُتِل يوم قُتِل، ثم ظهر أنَّ الأمرَ لم يكن له حقيقة، وأنّه باقٍ - لعنه الله.

شهر جُمادى الآخرة، أوّلُه الثلاثاء، وهو ثاني شباط. أول هذا الشهر شُرع في بناء المَسَاطب التي كانت للشهود تحت السَّاعات حوانيت، وضُمِّنت بأجرةٍ كثيرة (٥) للجامع الأموي. وتفارَطَ الحالَ، وقد سعيتُ معهم إلى أبواب الدّولة ألا يُفْعَلَ هذا فلم يجابوا إلى ذلك، وذكرتُ أنَّ من العلماء من أفتى بأن


(١) في الأصل: طمس من ثلاث كلمات، استدركته من تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٢٩٣.
(٢) في الأصل: طمس من ثلاث كلمات، استدركته من المصدر نفسه.
(٣) أوّلها كان في عام ٧٦٣ هـ. انظر تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٢٠٥.
(٤) هو: الأمير أحمد شهاب الدين الملقّب بشَنْكَلَ مَنْكَل. ترجمته في: تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٢٩٧.
(٥) في الأصل: طمس قدر كلمتين. استدركته من تاريخ قاضي ابن شهبة ٣/ ٢٩٤.

<<  <   >  >>