للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الخميس السابع والعشرين منه قدمَ الأميرُ بهادِرُ قُلْقَاسِ الرُّكني أحدُ أمراء الطّبلخانات، وهو وكيل السُّلطان، وقد كانَ في أشغال للسُّلطان ببلاد الكَرَك والشَّوْبك فقدمَ يومئذٍ إلى دمشق، فنزل بدار الزَّاهر، ومعه مرسومٌ شريفٌ بنظر الجامع الأموي، فأُمضي له، وتكلَّم في نظره، وراح المباشرون إليه.

شهرُ رجبٍ الفَرْد، أوّلَه الإثنين. خرج حجّاجٌ كثيرٌ رجبيِّين من الأعيان وغيرهم، منهم فخر الدّين بن عصفور، وسيفُ الدّين أبو بكر بن السَّرادار، والشّيخ محيي الدين الرّحبي وابنهُ وأهلُ بيته، وشهابُ الدين الرَّحبي وابنُه وأهلُ بيته، وشرفُ الدّين بن مُنَجَّى، ورسلان بن النَّقش (١).

وفي يوم الجمعة سادسه دخل الصَّاحبُ تاجُ الدين عبد الوهاب بن الصّاحب شمس الدين بن التاج إسحاق من الدّيار المصريّة ومعه تقليد بنظر الدواوين بدمشق.

وصُلِّي يومَ الجمعةِ بعد الصَّلاة بجامع دمشق على غائب، وهو الشَّيخ بدر الدين حسنُ النابلسي الحنبلي (٢) أحد مشايخ الحنابلة بمصر.

وفي صبيحة يوم السبت العشرين منه داروا بالمَحْمَل السُّلطاني حولَ البَلدِ على العادة، ولم يكن نائبُ السلطنة حاضرًا، بل هو مقيمٌ على جسر القاسميَّةِ بأرض صَيْدا لأجل عمارتِه.

شهر شعبان المكرم، أوّلُه الثلاثاء. في ليلة الثّلاثاء سابعه قدمَ نائبُ السَّلطنة بعد غيبة ثلاثة أشهرٍ وأيام، وقد عمر جسْرَ القاسمية الذي أشار به الأميرُ ألجيه اليوسفي، ووقف على الخان الذي أشار بعمارته الأمير مَنْكَلي بُغَا في الغَوْر عند جِسْرِ المَجَامِعِ.

وفي يوم ثلاثاء ثامنه توفّي الأمير ناصر الدين محمد بن بهادر الشُّجاعي (٣) أخو الأمير الكبير علاء الدين نقيب النقباء بالشَّام المحروس، وقد قاربَ السَّبعينَ، وكان كثير التَّلاوةِ، حسنَ الصَّلاة، وقد كتب التفسير (٤) بخطَّة بنَسْخَةٍ حَسَنةٍ في أزيد من عشر مجلدات - رحمه الله تعالى.

وفي يوم الأربعاء تاسعه توفّي الشيخ عليُّ السُّطوحي (٥)، وصُلِّي عليه بجامع يَلْبُغا، وحضر جنازته نائبُ السّلطنة والقضاةُ والأعيانُ، وجماعةٌ من الفقراء، وكانت جنازتُه حافلة جدًّا، ودُفنَ بمقابرِ بابِ الفراديس، وكان شيخًا يُزارُ، وله عبادةٌ وانقطاع عن النّاس - رحمه الله تعالى.


(١) هكذا في الأصل.
(٢) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣٨٦، والدرر الكامنة ٢/ ٣٦ - ٣٧، والنجوم الزاهرة ١١/ ١١٧، والذيل التام ١/ ٢٤٩، والمنهج الأحمد ٥/ ١٣٩، والشذرات ٨/ ٣٨٢.
(٣) في الأصل: (السجّاعي) بالسين المهملة. ولم أقع على ترجمة له.
(٤) يعني تفسيره هو؛ ابن كثير.
(٥) ترجمته في: تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣٩٠، وفيه: من مُعيّصرة جوان، والدرر الكامنة ٣/ ٥٢. وفيه: علي بن سعيد المُعيصري ثم الحوارني، والذّيل التام ١/ ٢٥٠.

<<  <   >  >>