للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمائِمِهم علائِمَ خُضْرًا؛ ليُعرفوا ممَّن سواهم، ونادى المشاعليّةُ بذلك في أرجاء البلد، فعُمل بذلك.

وفي أواخره قدم من الدّيار المصريَّة على البريد القاضي علاءُ الدّين بن شَمَرْ يُوخَ، ومعه توقيعٌ بوكالة بيت المال وقضاء العساكر، وتوقيعُ الدَّست له ولابنه، ونظرُ (١) الجوالي ونظر (٢) الجيش (٣)، وغيرُ ذلك من الجهات، فمن ذلك تدريس الإقباليّة التي كانت مدرّسها الشيخُ عماد الدين الحُسْباني، وأشياءُ كثيرةٌ، ثم راح إلى نائب السَّلطنة، وقدمَ معه في نهارِ الإثنين سلخَ الشّهر المذكور من هذه السنة.

شهرُ شوّال المبارك، أَوّلُه الثلاثاء. خرج المحملُ والحَجيجُ يوم الخميس عاشره، وأميرُهم الأمير كلماس بن كلتيه أخو طاز.

وخرج إلى الحجِّ في هذه السنة الست كللتي بنت القاضي علاء الدين بن فضل الله، كاتب السر الشريف بالديار المصرية كان .

وفي العشر الأوسط منه: وصل الحَجَرُ الذي رسَمَ نائبُ السُّلطنة بإحضاره (٤) إلى دمشق من أراضي الصَّنمين، فوضعوه عند جسر الفحل، وقد تقدّم ذكر ذلك (٥).

وفي يوم الإثنين الحادي والعشرين من شوال: لبس قاضي القضاة كمال الدين المعرّي الشافعي خلعةً بالعود إلى قضاء القضاة (٦) على عادته، وذلك بعد أن رُدَّ من بُصرى؛ لأنَّه كان قد خرج إلى الحجاز فردَّه البريدُ، فلبس يومئذٍ.

وفي هذا اليوم درَّس القاضي شهابُ الدين الزُّهري بالمدرسة الجارُوخيَّة (٧)، انتزعها من الشيخ عماد الدين الحُسْباني بمرسومٍ شريفٍ وكريمٍ، وحضر عنده القضاةُ.

وفي هذا الشهر كَمُلَ بناء حمّام بمدينة بُصْرى بالقرب من جامعها شرقيِّهِ، فجاءَ في غاية ما يكون من الحُسْن، ودخلَهُ الحجيجُ في هذه السنة، يقال: إنه لم يكن له نظير (٨) في بلاد بصرى ونواحيها، بل ولا بدمشق، وهذا الحمّام أنشأه نائبُ السلطنة مَنْجَك - حرسه الله تعالى.

شهر ذي القعدة، أوّلُه الأربعاء، وقيل: الخميس. في نهار الخميس ثانيه: خُلع على القاضي


(١) في الأصل: (نضر) بالضاد. تحريف.
(٢) في الأصل: (نضر) بالضاد. تحريف.
(٣) في الأصل: (الحشر). تحريف.
(٤) في الأصل: (بإحظاره). تحريف.
(٥) في شهر صفر.
(٦) في الأصل: (القضاء). تحريف.
(٧) داخل باب الفراديس، لصيقة الإقبالية. انظر الدارس ١/ ١٧٣.
(٨) في الأصل: (نضير) بالضاد. تحريف.

<<  <   >  >>