للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عماد الدين بن العزّ الحنفي، وقاضي القضاة زين الدين المارُوني المالكي، وقاضي القضاة علاء الدين بن العسقلاني الحنبلي، وبقيَّةُ أرباب الدولة مثل كاتب السرّ، وناظر الجيش، وناظر الدواوين، ووالي المدينة، ووكيل بيت المال، وناظر الحسبة، ونقيب الأشراف هم المذكورون في التي قبلها، وناظر الجامع الصاحب شمس الدين البَهنَسي، وحاجب الحجَّاب الأمير يَلْبُغَا الذي قدم من حماة، وشادُّ الأوقاف الأمير بدر الدين بن أَوْحَد.

شهرُ الله المحرّم، أوُله السبت. وفي يوم الأحد الثالث والعشرين منه درّس القاضي تاجُ الدّين أحمدُ ابن قاضي القضاة فتح الدين (١) كاتب السر بمحراب الحنفيّة بجامع دمشقَ، فحضر عنده القضاة وبعضُ الحجَبَة وأعيانُ الناس، وكان عليه خِلعةٌ بطرْحَةٍ من عند نائب السلطنة، وهذا التَّدريس في الحقيقة عن تدريس مدرسة الطيّبة التي عند باب الخوّاصين عوضًا عن شمس الدين بن عُبَيْد، فإنه تولّى قضاء حمص عوضًا عن القاضي كمال الدين محمد بن الصائغ (٢) المتوفَّى في شهر الحجّة من السنة الخالية، وكان شابًا حسنًا رئيسًا رحمه الله تعالى.

ودخل المحمَلُ وبقيَّةُ الحجَّاج في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين منه فأخبروا بما لاقوه بوادي الأخيضر من الحرّ العظيم، والعطش الشديد، وأنَّه مات ألوفٌ من الناس بسبب ذلك من المشاة وغيرهم، ثم سلَّم الله تعالى، وله الحمدُ والمنّة.

وفي العشر الأخير منه: درَّس بالمدرسة الرُّكنيّة الحنفية بسفح قاسيون، والمدرسة المقدميّة داخلَ باب الفراديس الشيخ شهاب الدين أحمد بن خضر الحنفي، مفتي دار العدل (٣).

شهر صفر، أوله الإثنين. في يوم الثلاثاء ثانيه صُلّي بجامع دمشق على الأمير سيف الدين بهادرُ (٤) الملقَّب بقلقاس، ودُفن بمقابر باب الصّغير عند قبر الشّيخ حمَّاد، وقد فرح غالبُ الناس بموته فرحًا شديدًا؛ وذلك أنَّه كان وكيل السّلطان، وكان يشتري البضائع بالنّاقص عن أثمانها، ويُنقص أموالَ النَّاس من التُّجَّارِ، ويَبْخَسُ الثَّمَنَ، ففرحوا بموته.


(١) هو: تاج الدين أحمد بن القاضي فتح الدين محمد بن إبراهيم بن محمد بن الشهيد انظر الدارس ١/ ٢٥٥.
(٢) هو: محمد بن عبد الله بن محمّد، كمال الدين، أبو الغيث الأنصاري المعروف بابن الصائغ.
ترجمته في: تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٤٠٧. والدرر الكامنة ٣/ ٤٨٤، والنجوم الزاهرة ١١/ ١٢٠، والشذرات ٨/ ٣٩٣.
لم يأت ابن كثير على ذكره في وفيات السّنة الفارطة.
(٣) انظر الدارس ١/ ٣٩٩ - ٤٠٠.
(٤) ترجمته في: تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٤١٨.

<<  <   >  >>