للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي العَشر الأخير منه توفّي الشيخُ نجم الدين طاهرُ التّبريزي (١) بالخَانقاه السُّمَيْسَاطية، كان قد قدم من بلاد الشرق في أيام ملك الأمراء تنكُز، وحُظِي وحظي عنده، وكان معه بضائع كثيرة وجواهر نفيسة، فقدَّم منها لملك الأمراء تنكز، وحظي عنده؛ وولاه أنظارًا كبارًا ووظائف، وكان من أحاسن النّاس، وعندَهُ رئاسةٌ وحشمةٌ وإحسانٌ إلى الناس، وله مآثرُ كثيرة، ومن مناقبه أنَّه كفَّنَ الشيخ جمال الدين المزِّي من ماله - رحمهما الله تعالى - ثم إنّه قلَّ ما بيده فنزل بالخانقاه السُّمَيْسَاطيّة إلى أن توفّي.

وفي أواخر العَشر الآخر من هذا الشهر قدمَ على نَظَر الدوّاوين الصَّاحِبُ جمالُ الدين عبدُ الله بن عبد الحقّ الحلبي - يعرف بابن البطيش (٢) - عوضًا عن تاج الدين بن شمس الدين بن التاجِ إسحاق، فلبس الخِلْعَةَ بدارِ السَّعادة، وهنّأَهُ النَّاسُ بذلك.

شهر ربيع الأول، أوَلُه الثلاثاء. في أوّل يومٍ منه توفي القاضي شمس الدين القفصي المالكي (٣) الذي كان ينوبُ في الحكم للقاضي جمال الدين المسلَّاتي.

وفي يوم الإثنين سابعه حكمَ بالعادلية الكبيرة نيابةٌ عن قاضي القضاة كمال الدين المعرّي القاضي تقيّ الدين محمد ابن الشيخ شهاب الدين أحمد الظَّاهري.

وفي العشر الأوسط منه خرج نائبُ السَّلطنة ومعه جماعةٌ من الحجَّاب وأرباب الوظائف نحو الكُسوة، ومن عزمه تأسيس خانقاه بمحلَّة الكسوة، وتمَّ ذلك.

وفي أواخره قدم من الدّيار المصرية القاضي سريُّ الدين أبو الخطَّاب ابن قاضي القضاة جمال الدين المسلَّاتي المالكي على تدريس الرُّكنية التي كانت لأخيه لأمِّه بدر الدين بن أبي الفتح، ومشيخة دارِ الحديث الظَّاهرية، وفُتيا دار العدل، فخُلع عليه وباشر ذلك جميعه.

وقَدِمَ من الدّيار المصرية شخصٌ، وادعى أنَّه شيخ السُّلطان، ومعه تمرٌ فطرحهُ على النَّاس أصحاب الأسواق، وثمَّنَهُ كلُّ تمرةٍ بدِرْهم (٤).

شهر ربيع الآخر، أوّلُه الخميس. في ليلة الثلاثاء السابع والعشرين منه، وهو السادسُ والعشرون (٥)


(١) ترجمته في: تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٤١٩، وفيه: ظافر بن أبي بكر بن محمود الشيخ نجم الدين التبريزي ثم الدمشقي، وإنباء الغمر ١/ ٤٥. وفيه طاهر كما ها هنا.
(٢) انظر تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٤١١. وفيه (ابن البطش).
(٣) هو: محمد بن يوسف بن صالح، أبو عبد الله القفصي.
ترجمته في: تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٤٢٥، والدرر الكامنة ٤/ ١٩٦، والذيل التام ١/ ٢٦٢، والشذرات ٨/ ٤٠٧.
(٤) انظر تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٤١١. نقلًا عن ابن كثير.
(٥) في الأصل: (والعشرين) وهو غلط، والخبر في إنباء الغمر ١/ ٣٣.

<<  <   >  >>