للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن تيمية بإشارة المنبجي (١)، وباشره شمس الدين عبد القادر بن الخطيري.

وفي يوم الثلاثاء ثالث ربيع الآخر ولى قضاء الحنابلة بمصر الشيخ الإمام الحافظ سعد الدين أبو محمود (٢) مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد (٣) الحارثي، شيخ الحديث بمصر، بعد وفاة القاضي شرف الدين أبي محمد عبد الغني بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن نصر بن أبي بكر الحرّاني.

وفي جمادى الأولى برزت المراسيم السلطانية المظفّرية إلى نوّاب البلاد الساحلية (٤) بإبطال الخمور، وتخريب الحانات، ونفي أهلها، ففعل ذلك، وفرح المسلمون بذلك فرحًا شديدًا.

وفي مستهل جُمادى الآخرة وصل بريد بتولية قضاء الحنابلة بدمشق للشيخ شهاب الدين أحمد بن شرف (٥) الدين حسن بن الحافظ جمال الدين أبي موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغني المقدسي، عوضًا عن التقي سليمان بن حمزة بسبب تكلمه في نزول الملك الناصر عن الملك، وأنه إنما نزل عنه مضطهدًا بذلك، ليس بمختار، وقد صدق فيما قال.

وفي عشرين جمادى الآخرة وصل البريد بولاية شد الدواوين للأمير سيف الدين بَكْتَمُر الحاجب (٦)، عوضًا عن الرُّسْتُمي (٧) فلم يقبل، وبنظر الخزانة للأمير عزّ الدين أحمد بن الزين (٨) محمد بن أحمد بن محمود المعروف بابن القلانسي، فباشرها (٩) وعزل عنها البصراوي محتسب البلد.

وفي هذا الشهر باشر قاضي القضاة (١٠) ابن جماعة مشيخة سعيد السُّعداء بالقاهرة بطلب الصُّوفية له، ورَضُوا منه بالحضور عندهم في الجمعة مرة واحدة، وعُزل عنها الشيخ كريم الدين الآملي (١١) لأنَّه عزل منها الشهود، فثاروا عليه، وكتبوا في حقه محاضر بأشياء قادحة في الدين، فرُسم بصرفه عنهم، وعُومل بنظير ما كان يعامل به النّاس، ومن جملة ذلك قيامه على شيخ الإسلام ابن تيمية وافتراؤه عليه الكذبَ، مع جهله وقلة ورعه، فعجل الله له هذا الخزي على يدي أصحابه وأصدقائه جزاء وفاقا (١٢)


(١) ليست في ب
(٢) في ب: أبو محمد، وكذلك هو في الشذرات (٦/ ٢٩)
(٣) في الأصل وط وأ: زين الدين. والتصويب من ب والنجوم الزاهرة (٧/ ١٣٥ و ٩/ ٢٢١).
(٤) في ط: إلى البلاد السواحلية
(٥) في ط: شريف
(٦) سيأتي في وفيات سنة (٧٢٩ هـ). وهو: بكتمر بن عبد الله الحسامي
(٧) هو: جمال الدين آقوش الرستمي. وسيأتي في وفيات هذه السنة
(٨) في الأصل وط: زين الدين. وكلها بمعنى واحد. وسيأتي في وفيات سنة (٧٣٦ هـ)
(٩) في ط: فباشرهما
(١٠) في ب: بدر الدين
(١١) في الأصل وط و أ: الأيكي وقد سبق الحديث عن ذلك. وسيأتي في وفيات سنة (٧١٠ هـ)
(١٢) ليست في ب

<<  <   >  >>