للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبالشّام الأمير شمس الدين قَرَاسُنْقر المنصوري (١)، وذلك في العشرين من شوال، واستوزر الصاحب فخر الدين بن الخليلي بعدها بيومين (٢)، وباشر القاضي فخر الدين (٣) كاتب الممالك نظر الجيوش بمصر بعد بهاء الدين عبد الله بن أحمد بن علي بن المظفر الحِلي (٤)، توفي ليلة الجمعة عاشر شوال، وكان من صدور المصريين وكبار الأعيان (٥)، وقد روى شيئًا من الحديث، وصرف الأمير جمال الدين آقوش الأفرم إلى نيابة صَرْخَد، وقدم إلى دمشق الأميرُ زَين الدِّين كَتْبُغَا رأس نوبة الجمدارية [في عشرين شوال على] (٦) شد الدواوين، وأستاذ دار الأستادارية عوضًا عن سيف الدين أَقْجَبا (٧)، وتغيّرت الدولة، وانقلبت قلبة عظيمة.

قال الشيخ علم الدين البززالي: ولما دخل السلطان إلى مصر يوم عيد الفطر لم يكن له دأب إلا طلب الشيخ تقي الدين بن تيمية من الإسكندرية معزّزًا مكرمًا مبجلًا، فوجّه إليه في ثاني (٨) يوم من شوال بعد وصوله بيوم أو يومين، فقدم الشيخ تقي الدين على السلطان في يوم ثامن الشهر وخرج مع الشيخ خلق من الإسكندرية يودِّعُونه، واجتمع بالسلطان يوم الجمعة فأكرمه وتلقاه ومشى إليه في مجلس حافل (٩)، فيه قضاة المصريين والشاميين، وأصلح بينه وبينهم، ونزل الشيخ إلى القاهرة، وسكن بالقرب من مشهد الحسين ، والناس يتردَّدُون إليه، والأمراء والجند وكثير من الفقهاء والقضاة منهم من يعتذر إليه ويتنصل مما وقع منه، فقال: أنا حالَلْتُ كل من آذاني (١٠).

قلت: وقد أخبرني القاضي جمال الدين بن القلانسي بتفاصيل هذا المجلس، وما وقع فيه من تعظيمه وإكرامه ممّا حصل له من الشكر والمدح من السلطان والحاضرين من الأمراء، وكذلك أخبرني بذلك قاضي القضاة منصور الدين الحنفي، ولكن أخبار ابن القلانسي أكثر تفصيلًا، وذلك أنه كان إذ ذاك قاضي العساكر، وكلاهما كان حاضرًا هذا المجلس (١١)، ذكر لي أن السلطان لما قدم عليه الشيخ تقي


(١) وهو: قراسنقر الجوكندار الجركسي المنصوري، سيأتي في أحداث سنة (٧٢٨ هـ). سنة وفاته ببلاد التتار.
(٢) هو: عمر بن عبد العزيز بن الحسين، سيأتي في وفيات سنة (٧١١ هـ)
(٣) هو: صاحب ديوان الجيش. النجوم الزاهرة (٨/ ٢٨١)
(٤) ترجمته: الدرر الكامنة (٢/ ٢٤٥).
(٥) في الأصل وط وأ: وأعيان الكبار. وأثبتنا ما في: ب.
(٦) زيادة من ب.
(٧) توفي سنة (٧١٠ هـ). الدرر الكامنة (١/ ٣٩٣).
(٨) في ب: ثامن
(٩) في ط: حفل
(١٠) ليست في ب
(١١) ليست في ب

<<  <   >  >>