للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء إلى السلطان إلى القصر فسلَّم عليه ومضى إلى الجَوْزيّة (١) فحكم بها ثلاثة أشهر.

وأقيمت الجمعة الثانية بالمَيْدان (٢) وحضر السُّلطان والقضاة إلى جانبه، وأكابر الأمراء والدولة، وكثير من العامة.

وفي هذا اليوم (٣) وصل إلى السلطان الأمير قَرَاسُنقر المنصوري نائب حلب وخرج دهليز السلطان يوم الخميس رابع رمضان ومعه القضاة والقرّاء وقت العصر، وأقيمت الجمعة خامس رمضان بالميدان أيضًا، ثم خرج السلطان من دمشق يوم الثلاثاء تاسع رمضان، وفي صحبته ابن صَصْرَى وصدرُ الدين الحنفي قاضي العساكر، والخطيب جلال الدين، والشيخ كمال الدين بن الزملكاني، والموقعون وديوان الجيش وجيش الشام بكماله قد اجتمعوا عليه من سائر مدنه وأقاليمه بنوابه وأمرائه، فلما انتهى السلطان إلى غَزّة دخلها في أبهة عظيمة، وتلقاه الأمير سيف الدين بَهَادر هو وجَمَاعَةٌ من أمراء المصريين، فأخبروه أن الملك المظفّر قد خلع نفسه من الملك، ثم تواتر قدوم الأمراء من مصر إلى السلطان وأخبروه بذلك، فطابت قلوبُ الشَّاميين واستبشروا بذلك ودقت البشائر (٤) وتأخر مجئ البريد بصورة ما جرى (٥)، واتفق في يوم هذا العيد أنه خرج نائب الخطيب الشيخ تقي الدين الجزري (٦) المعروف بالمقصاتي (٧) في السناجق إلى المصلّى على العادة، واستناب في البلد الشيخ مجد الدين التُّونُسي (٨) فلما وصلوا إلى المصلّى وجدوا خطيب المُصلّى قد شرع في الصلاة فنُصبت السناجق في صحن المصلى وصلّى بينهما تقي الدين المقصَّاتي ثمَّ خطب، وكذلك فعل ابن حسان (٩) داخل المُصلَّى، فعقد فيه صلاتان وخطبتان يومئذ، ولم يتفق مثل هذا فيما نعلم.

وكان دخولُ السُّلطان الملك الناصر إلى قلعة الجبل آخر يوم عيد الفطر من هذه السنة، ورسم لسلار (١٠) أن يسافر إلى الشَّوْبَك (١١)، واستنابَ بمصر الأمير سيف الدين بَكْتَمُر الجَوْكَنْدار (١٢) الذي كان نائبَ صَفَدٍ.


(١) تقع في سوق القمح، بالقرب من الجامع، أنشأها محيي الدين بن الجوزي المتوفى سنة (٦٥٦ هـ) الدارس (٢/ ٢٩).
(٢) في ب: الأخضر. ويعرف بالميدان الكبير، وميدان القصر الأعلى، وميدان المرج الأخضر.
(٣) في ب: بعد العصر.
(٤) ليست في ب.
(٥) في ط: الناصري. تحريف.
(٦) هو: ثابت بن عمر بن الشيخ الجزري، سيأتي في وفيات سنة (٧١٣ هـ).
(٧) في ط: المقضاي. وهو تصحيف.
(٨) هو: أبو بكر بن محمد بن قاسم المرسي النحوي الشافعي. مات تحت الضرب سنة (٧١٨ هـ).
(٩) هو: إمام المصلَّى، حيثُ الخطابة فيهم منذ مدة. الدارس (٢/ ٤١٩).
(١٠) في ب: لسيف الدين سلار.
(١١) هي قلعة حصينة في أطراف الشام بين عمان وأيلة والبحر الأحمر، قرب الكرك. ياقوت (٣/ ٣٧٠).
(١٢) هو أمير جندار المنصوري، قتل في الكرك سنة (٧١٦ هـ). الدرر الكامنة (١/ ٤٨٤)

<<  <   >  >>