للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تبدت فأبدت للمعاني جمانها ... فقال الهوى للحق كن ترجمانها

ومن مفصح عما حوته طروسها ... فما أطلقت إلا بصدقٍ لسانها

ألم ترها قد أبدعت في اجتنائها ... ومدت بما تهوى النفوس خوانها

وجاءت ببرهان لو احتملت به ... شناخب صم الصخر يوماً ألانها

فلله من أبدى جواهر عقدها ... ونظم في تلك النصوص حسانها

وأبدع في تحقيقه غير منشئىٍ ... لمسألة لم تثن يوماً عنانها

فما سألت غير الرِّضى ابن سلامة ... وقد كررت في خاطبيها امتحانها

وكانت حروناً لا تطاق فراضها ... بإرشاده حتى أزال حرانها

ومحجوبة عن طالبي لمحِ حسنها ... فأبدى لهم من حجبها لمعانها

فلا زال مهما وجه الفكر كاشفاً ... لمشكلة إلا وأصلح شانها

وقرظها الشيخ أبو عبد الله محمد الخضار بقوله: [الطويل]

يميناً بمن بالحق شيَّد شانها ... لقد ودت الأفلاك تحوي مكانها

وقد أبرزت شمس المعارف للورى ... ومدّت على أفق العلوم حسانها

فلا زلت عزاً للشريعة ملجأ ... إذا سامها التغيير كنت أمانها

إليك إمام الدين والعلم غادة ... كساها النهى ثوب الحياء فزانها

فإن قصرت فالصفح فيك سجية ... وإن كملت فالفضل منك أعانها

ولا زلت بحراً مستمراً ومورداً ... لتحقيق آيات تفيد بيانها

وقرظها العالم الأديب الشيخ محمد الأمين بن أحمد الكيلاني بقوله: [الطويل]

طروس عقود بالنفائس زانها ... وجبّنها عما أضرّ وشانها

وأودع في تحقيق ما قد أتى به ... مباحث من حرّ الكلام أبانها

فلله ما أبدت قرائحُ فكره ... بوراق قد أجلت لها لمعانها

وقد قبلت أعلام تونس ما أتى ... به من نقول قد أشاد بيانها

وسلمت الآراء لابن سلامة ... نفائس أبحاث من القدح صانها

وأنثوا على تحريرها وطرازها ... وما صاغ لفظاً في حلاها وزانها

فلا بدعَ أن أمست تجرّ رداءها ... وقد فوقت للعاذلين سنانها

وقام لسان الحال عنها مترجماً ... فكن كاشفاً للمشكلات فكانها

فلا أنسى لا أنسى عقوداً تنظّمت ... فرائد قد أجلت إلينا بيانها

فلا زال يهدي للعويصات فهمه ... إذا حارت الأفهام يوماً أعانها

وقرظها الأديب الكتب الشيخ محمد ابن خوجة الجلد الجزيري بقوله: [الطويل]

تجلت فأجلى الحق فيها بيانها ... رسالة لا يلوي الزمان عنانها

فجاءت بإذن أن نعوض ملكنا ... نعم بالنفوس العوض اللَّذّ أزانها

حوت من نقول قاطعات فقل لمن ... يريد انتقاداً شامخُ العلم صانها

هو العلم النحرير وابن سلامة ... به تصلح الأحكام مما أشانها

فلا استعصت الأقوال إلاّ ألانها ... ولا خفتِ الأشياءُ إلا أبانها

فناهيك من طود به يهتدي النُّهى ... وللسمحة البيضاء كان أمانها

فلا زال يرقى في المعالي وهكذا ... معاليه من فوق الثريا أصانها

وختم الشفا للقاضي عياض بجامع الزيتونة وحضر في الختم المذكور كل من الأمير والمأمور ولم يتخلف عنه من الشيوخ غير الشيخ إبراهيم الرياحي.

وأنشد في آخر الختم من نظمه قوله: [المتقارب]

بجاه الرسول النفيس الأجلْ ... فريدِ المعالي عزيزِ المثلْ

سألتك يا من بدا ذاته ... وحاشاه من كل عيب أخل

وأجلى به النورَ بعد العمى ... فكان الحري بوطء المقل

تفضل علينا بنيل المنى ... وإخلاص ما كان لي من عمل

قرأت الشفاء لكي أشتفي ... فكان الشفاءَ لكل العلل

خدمت به حضرةَ المصطفى ... وإن كان منها بقدري أقل

أيا سيد الرسل يا من به ... إلى الله كلُّ خديمٍ وصلْ

تفضل بعدِّك لي خادماً ... فما بعد ذا مطلبٌ إن حصل

وجاز الأمير على صنعه ... بإعلاء مدحك أعلى القلل

فكان لإقراء ذا سبباً ... فصلْ منه حبلاً بكمْ قد وصلْ

وسهل سبيلي إلى زورة ... وأنعم بإذنك لي عنْ عجلْ

وذاك جزاءي لتدريسه ... لظِّني محو الخطا والزلل

وحسنت ظني فأرخته ... تمَّ الشفاء وراق العملْ

١٢٦٤

<<  <   >  >>