بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على من لا نبيْ بعده وسلم تسليماً (قل الله ثم ذرهم) اللهم اجعلنا ممن أقمته في مقام، فأقام وأستقام، وانقاد بحسن الاستسلام من عبد الله سبحنه الراجي عفوه وغفرانه محمد مرتضى الحسيني، رزقه الله الشهود العيني، إلى شيخه الإمام العارف معدن اللطائف وملجأ كل خائف قدوة الأيّمة، وكاشف كل غمة، الفرد الرباني والهيكل الصمداني، قطب عصره، ونسيج وحده في مصره، سيدنا ومولانا أحمدى ابن سيدنا شيخ الشيوخ المرحوم سيدي عبد الله السوسي فتح الله إليه سفراً عن كل محجوب، وكشف لبصر بصيرته مخبآت الغيوب، واستعبد له أحرار أسرار القلوب، وملكه قياد كل فرض ومندوب، حتى يرقى لدرجات المقربين، ويتضح له نهج الحق واليقين، فخالص توحيد الرب عبارة عن رضاه بما أقامه مولاه، والتسليم لما أراده منه بلا انزعاج ولا قلق وهذا هو منتهى منازل السائرين.
وبعد، حيث لا قبل ولا بعد، فإني أحمد الله عزّ وجلّ بما أنعم، وبما ألهم، وأشكره اعترافاً بما أكرم، وأصلي وأسلم على حبيبه الأعظم، واستغفره لي ولكم وللمسلمين واستنجده لرفع ما بكم بحيث لو كانت على جبل رضوى لاندكت وتلاشت، وأسأله لي ولكم الأستقامة، فإنها فوق كل كرامة، ومع هذا فمقام الاخلاص، ينادي تثبت ولاة حين مناص، ثم أني أهدي لكم سلاماً لو تمثل كان دراً وياقوتاً يقلب في اليدين، وحُبّاً خالصاً لم يمازجه دنس الرين، فمن رآني ورآكم واحداً فهو بعينين، ومن رآنا اثنين فهو بعين، هذا وإن كتابكم الكريم في أبرك الساعات وصل، وبه أنس الشهود حصل، وقوبل حامله السيد الشريف محمد الشعشعاني بالإكرام، وعومل معاملة الكرام، واستفدت من هذا الكتاب، صحة الانتساب، والرجوع إلى الحق بكمال الرضى والاستصحاب، وأنه سبحانه هو المطعم وهو الساقي وهو الشافي، ومن الغريب ما بين الساقي والشافي من الجناس الرافع للالتباس، والدخول في هذا الباب من لوامح خالص التوحيد، ويتضح لكم سر ذلك إذا تصفحتم كتابنا الذي ومصل إليكم مما يتعلق بحلّ كلام الإمام أبي حامد قدس الله سره وفي الإشارات ما يغني، وفي التلويحات ما يقني، وقد التقينا بأكبر أحبابكم إلخ والسلام الذي طابت نفحاته عليكم ورحمة الله وبركاتهِ حرر في شهر ربيع المكرم سنة ١٢٠٣.
ومن ذلك رسالة هذا نصها: من العبد الفقير البائس الكسير أبي الفيض محمد مرتضى الحسيني بصره الله بعيوي نفسه، وجعل يومه خيراً من أمسه، إلى حبيبه في الله ورسوله الإمام العارف منبع العوارف مظهر أنواع اللطائف الأستاذ الأكرم الملاذ الأفخم سيدنا ومولانا شهاب الملة والدين أبي الإخلاص سيدي أحمد السوسي أمده الله بروح اليقين، ومكنه في مراتب التمكين.