فأرجو من فضلكم أن لا تنسوني من الدعوات في الخلوات، وعقيب الصلوات، فإني في غاية الفتقار إلى ذلك، ولا يسع القلم أن يفصح بأكثر مما هنالك. وهذا الكتب تخصص بحمله سيد الأحباب، وفرد الأفراد من الأنجاب، والأمل أن يكون هو وأخوه مشمولين بحسن أنظاركم العلية، عائدين إلى الوطن بجبر الخاطر من طرفكم وبلوغ أقصى الأمنيه، وقد ذكرتم لي أنهم خرجوا من تونس متوسلين بسيدي محرز بن خلف قُدِّسَ سره ونفع به وهم الآن كذلك من المحرز الخلف إلى سيدي محرز بن خلف، سالمين غانمين محرزين رابحين فائقين، سهل الله عليهم الأمور الصعاب، وحاطهم بعين عنايته ورزقهم ريح الطياب. ومنا إبلاغ شريف السلام والتحية والإكرام إلى حضرات أحبابكم الكرام سيدنا العلامة مولانا الشيخ صالح بن الحسين الكواشي أدام الله النفع به وإلى أولاد شيخنا المرحوم سيدي محمد الغرياني، ومحبنا الفقيه سيدي حسونة بن خليل وكذلك سيدي حسونة بن عمر القصري، وشيخ بني رياح أصحاب الرماح، والقلانس من البيض الملاح، الحاج أبو النور وولده الحاج محمد وأولاد الخوجة، وسيدي إبراهيم بن الكاهية وسيدي محمد بن هارون، وسيدي محمد البخاري، وسيدي يونس العطار، والحاج سيدي أحمد الكافي، وسيدي علي دانة، ومن ضمتهم سقيفة بني ساعدة الأنصار، من المحبين الأخيار، والمجهز إلى حضرته الشريفة ما هو مسطور في القائمة داخل الكتاب يكون إن شاء الله تعالى مقبولاً عند لثم الأعتاب وما فيها من الرسائل فقد اتفق تصيلها على حسب الاستعجال ولم يمكن أن أنظر إليها ثانياً أو أقابلها على أصولها المنقولة إليها لما أنا عليه كم ازدحام الواردين وتحويم الحايمين على هذا المنهل الذي أكاد أن أقول هو عذب حتى يكون سبباً لهذا الازدحام فإني أدرى بما عندي من البضاعة، ولا عليّ في مدح من لم يطلع على خبيئة حالي ولكن أصبر وأقول: لولا الملهم ألقى في روعهم لما حاموا وأحبابنا القادمون سيخبرونكم عن بعض ما شاهدوه ومن منن الله عزّ وجلّ عليّ أن في يوم واحد من شهر شعبان الماضي ورد عليّ كتاب أكبر علماء بغداد ومن مفتي مدينة دمشق ومن مفتي مدينة الحلة ومن ابن مفتي الموصل ومن طالب من الحديثة ومن سلطان مدينة كوكبان، ومن أرض اليمن ومطلةب الكل الدخول في هذه الزمرة، ولولا قوله عزّ وجلّ:(وأما بنعمة ربك فحدث) لَمَا تكلمتُ وأنتم أعلم بفحوى نطقي وأعرف بما في فؤادي ولما كان لسان القلم في إدلال وطول وصورة الوقت في طول أحببت أن أختم الكلام بالحمد لله على الدوام، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه الأعلام ما هطل ركام، وسبح الرعد في الغمام. من داعيكم المكنى عند أهل الظاهر بأبي الفيض وعند أهل الباطن بأبي الوقت والملقب بالمرتضى محمد بن محمد بن محمد الحسيني الواسطي العراقي الاصل ثم المصري، غفر الله زلله وأصلح حاله، آمين في ليلة الاثنين ١٧ جمادى الثانية سنة ١١١٧.
ومن ذلك رسالة هذا نصها: من عبد الله الفقير إليه سبحانه الراجي عفوه وغفرانه محمّد مرتضى أبي الفيض أصلح الله بالتوفيق حاله وزان بالتسديد ما شانه وصانه -آمين- إلى شيخه الولي العارف، صاحب الفضائل والعوارف، ومحط رحال الكاملين، نتيجة العلماء الصالحين، الشاكر لما أولاه ربه في كل وقت وحين، فريد وقته ونسيج دهره، قطب عصره، الشيخ سيدي أحمد السوسي.
[الخفيف]
مقتدى السير درة الفضل بحرٌ ... زاخر فاض لجه بالنفيس
خصه الله بالكمالات طرا ... فعلى بابهم طرحت طروسي
لا بقرح قدوة لمن اقتدى، وسراجاً لمن استرشد واهتدى، يشار إليه في العلوم وفي التقى، ويومأ إلى تفضيله في المحافل، وبعد فأهدي إليه سلاماً مثل أنفاس الصبأن وولاء مثل أيام الصبأن وثناء عرفه على المسك رباً وأعرفه بوصول خطابه العالي، الفائق على حبات اللآلي، ولما قرأته حن قلبي، وازداد قلقي وكربي، وكلما تنسمت عبير القرب أراح إلى اللقاء لبي، فها أنا بين شوق منضج وتوق مزعج، ولوعة وبلبال، وألم وأوجال، والله المسؤول أن يهيْ لي مقدمات أسباب تكون منتجة للقاء الأحباب، هذا وإن متحملي هذه البطاقة إلخ، والسلام الذي يتضوع عرفاً ويوالي عرفأن وتتضاعف منحه وهباته، عليكم ورحمة الله وبركاته في ١٠ ربيع الأول سنة ١٢٠٣.