اعلم أن نتيجة الشيء ما يتولد عنه ويحصل منه ونتيجة كل شيء بحسبه فنتيجة الوالد ولده ونتيجة العلماء تآليفهم ومن يتخرج عليهم في العلوم وبمقتضى ذلك فإني نذكر هنا ما يسره لله لرب الجليل لعبده الحقير الذليل شاكراً الله على ما أنعمه به علي من شرف أصولي آبائي الكرام، وما شملني به من النعم الجسام فيما أخذته عن العلماء الأعلام مما تبصرت به وأدركت عجزي وقصوري فيما أخذته عن العلماء الأعلام مما تبصرت به وأدركن وعجزي وقصوري وضعف قوتي وجهلي مؤملاً من الرب الكريم أن يفيض علي وعلى ذريتي عوارف فتحه المبين وفضله الذي لا يختص به أحد من العالمين إنه جواد رحيم ذو فضل عظي لا إله إلا هو.
كانت ولادة العبد الضعيف قبل منتصف ليلة الأربعاء بساعة وربع ليلة الثاني والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة ١٢٦٧ سبع وستين ومائتين وألف وكانت الليلة راجعة للرابع من شهر اشتنبر الأعجمي وكان الطابع الجوزاء في الدرجة التاسعة والعشرين والصاحب عطارد.
وقرأت القرآن لعظيم إلى أن ختمه وأعدته مع ملازمة التكرار بما يقرب من الثلاثة أرباع ثم أخذت ي قراءة العلم الشريف سنة ١٢٨٠ ثمانين فقرأت بجامع الزيتونة عل الشيوخ الذين سبق ذكرهم، جودت القرآن العظيم براوية حفص، وقرأت شرح القاضي على الجزرية في علم التجويد، وقرأت ن النحو والصرف الآجرومية وسيدي خالد والأزهرية والقطر والشذور والمقدمة ولامية الأفعال ونبذة من الفاكهي وزالأفية بشرح المكودي وشرح الأشموني والمغني ودروساً من التصريح الجميع بحواشيها قراءة تحقيق وبحث، وقرأت من الفقه شرح العشماوية وميارة على ابن عاشر وكفاية الطالب والدردير على المختصر الخليلي وقطعة متن الخرشي والتاودي على العاصمية، ومن الفرائض والحساب الشنشوري عل الرحبية والدرة البيضاء ونبذة من القلصادي، ومن التوحيد شرح الباجوري على الجوهرة والوسطى ودروساً من الكبرى وقطعة من السعد على العقائد النسفية وقطعة من المواقف، ومن ألأصول الحطاب على الورقات والمحلي عليها وتنقيح القرافي وقطعة من المحلي على جمع الجوامع ومن المنطق الجربي على إيساغوجي والقاضي عليه وشرح الباجوري على السلم وشرح المختصر للشيخ السنوسي والقطب على الشمسية، ومن آداب البحث والوضع نبذة من رسالتي آداب البحث والوضع شرح مسعود الروقي ومن البيان الدمنهوري على السمرقندية والباجوري والملوي والعصام بحواشيه عليها ومختصر لسعد والمطول وجميع الكتب المذكورة بحواشيها قراءة بحث وتحقيق وقرأت الحديث نبذة من الشمائل والشفا وقطعة من الموطأ وغالب صحيح البخاري الجميع دراية ومن التفسير نبذة من تفسير القاضي البيضاوي بحواشي السيلكوتي.
ومع كثرة الكتب التي يسر الله لي بمنه لم نكتب في أختامها شيئاً من الشعر في مدح المشايخ على عادة الجامع ما كنت مستغلاً به في المثابرة على القراءة خاصة غير أني لما ختمت شرح الشنشوري على الرحبية في الفرائض بحواشي الباجوري أنشأت في ذلك الختم قصيدة من التشريع لما وقع في الكتاب المذكور من الازدحام وهي قولي: [الكامل]
مسكُ الختام برحب روض قد هفا ... بتعطر وبه النسيم تلطفا
أحسن به إذا فاح في روض العلو ... م الأخضر وبكل زهر عرفا
فغدت به الأزهار مائسة بنو ... ار أنور كالرّيم حين تعطّفا
وغصونها زينت بوردٍ للمنى ... والعبهري والك فيه تألفّا
ودنا قطةفه بعدما شاكى الحمى ... عن مبسر وبدا لدينا مشرفا
وغدا به نهر البشائر هاملا ... كالكوثر وبه الجنان تزخرفا
وترنحت أطياره فوق الربا ... بالمزهر وبه الحزين قد اشتفى
وبه الظبا بين الربا كل سبا ... بتبختر فربا الحبا بعد الجفا
ماست وقد رفعت ذوائب فاحم ... عن مقمر فبدا الجمان وما اختفي
فبدا الندى من فوق ورد تحت خالٍ ... عنبري كالليل عن شفق ضفا
وبثغرها ثلج على خمر تح ... ل بسكر فلقد تسامت مرشفا
فشفى الضما ضرب اللمى مذ همى ... من جوهر ظلمٌ نما منه الشفا
وافت تهزّ معاطفا مثل الكثي ... ب الأعفر ولقد بان مهفهفا
ورمت قلوب العاشقين بسهم لح ... ظٍ أحور وبه الفؤاد تحترفا
فرأيت ما قد فات في شرح الشبا ... ب بمحجر لا القصد منه تخلفا