للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فدع الملام ومن أتاك يشي لجا ... كالمنذر ودع العذول معنفا

واحضر نديمي لي بوجهٍ ضاحك ... مستبشر ولدي كن كن مسعفا

وأدر على روح المعنى راحة ... إذ يجتري عماله قد كلفا

فاقرع لنا ثغر الكؤوس وأملها ... بالمسكر وأدر علي القرقفا

وامزج بها راح امتداح الأطهر اب ... ن الأطهر الفذ الإمام أبي الصفا

الطاهر الحبر الهمام ابن الهما ... م النيفري نجل الرسول المصطفى

هو عالم الدنيا ومؤنس تونسٍ ... بتصدر مذ كلنا قد سرهفا

ذا وارث المختار خير الخلق خي ... ر مبشر مذ قد علا واستشرقا

بالفرض والتعصيب حاز مفاخراً ... وبها حري من فخر والده اقتفى

فعلاه من حسب ومن نسب نق ... ي أطهر فلذا بدا مستطرفاً

فلأنه طود العلوم وعلمه ... كالطيسر من سحيه قد أوكفا

ذو نجدة وصيانة وديانة ... لم تنكر.. يوماً طففا

ذو همة ومروءة طابت بطي ... ب العنصر وبها غدا متعففا

ذو نجدة وكياسة تكسو الحلى ... للمشتري والبدر منه قد اختفى

فلأنه شهم خضم أروعٌ ... ذو مفخر وبه الكمال تعرفا

بدرسناه بشمس والده الإما ... م الأشهر من فضله قد كفكفا

فلكم هدى من ضب في ديور عل ... م أكبر فأضاءه حين أزدفا

ولكم بكفه كف من ولى بعد ... وة قسور فأباد منه مزيفا

فهو الذي قد حاز خصل السبق غي ... ر مقصر لا للفخار تكلجفا

فبدا بتاج جلالة ومهابة ... في المنظر والقلب من ذا أرجفا

ولقد تطلع غرة في وجه هـ ... ذي الأعصر والدهر منه تشرفا

فاحضر بفيض دروسه تلقاه بح ... ر الجوهر وترى به ذا الغنيفا

فتراه في أشبال جامته إذاً ... كغضنفر بزئير علم قد هفا

يحظى الذين أتوه من فيض العطا ... ء الأوفر كم من خلائق أتحفا

ومتى تأمل في العويص يحله بالزمجر ويريك عضباً مرهفاً

ويريك من تحريره عذب السّلا ... ف المسكر وبكاسه كم أرشفا

بفصاحة قسية قد زانها ... بتدبر وبدا بها متصرفا

فقد امتطى من علمه متن الجيا ... د الضمر وبذاك أمره زهلفا

وغدا يجول بحزمه في رحب رو ... ض مثمر بفوائد وبها شفى

وبدا لنا في طلعة مثل الصبا ... ح المسفر فغدا لدينا شندقا

هذا الفخار فلا فخار بغيره ... للمخبر فبه العلا ما استحشفا

يا من فخاره عنه قد قصرت دعا ... ئم قيصر فغدا به مستشرقا

فمتى تعد ذوو العلا أنت المع ... د بخنصر مذ قد سموت تشرفا

مذا يقول شوعير في مدحكم ... إذ يجتري لو كل ليله أتلفا

وبفضلكم صار الخطيب يجول فو ... ق المنبر مذ قام يتلو المصحفا

لكنني نقحت ما لم يشتبه ... بالمفتري در المديح وقد صفا

قد فزت منك بمحض ود للفؤا ... د موفر وبدا فخارك نفنفا

فأقبل إليك فريدة ما حاكها ... من معشر لو في المدائح أسرفا

حيتك من نجل فتي فاق شع ... ر البحتري مذ مدح علياك اقتفى

خلصتها مما انتخبت بدرسكم ... من جوهر فأتى لديك مؤلفا

ولقد سحرت بها النهى فأفخر بها ... في المعشر فالأصل منكم أتحفا

وكسوتها بمديحكم حسنا ببر ... د عبقري ووشاحها قد أوصفا

فتطاولت وغدت تجر بكم ذيو ... ل المفخر تيهاً لديك بلا خفا

وأتتك رغماً للحسود وقرة ... للمذكر من أهل ود ما جفا

كميا تهنيكم بختم مثل مس ... ك أذفر في القطر ضاع معرفا

فاهنا وفز وامنح ودم وابقى بقا ... ء الأدهر تسدي حياء أوطفا

لا زلت بحراً والمديح كما السحا ... ب الممطر وثناك يملأ كل فا

ما قام يلهج مادح صلى على ... ذي المغفر خير البرايا المصطفى

صلى الإله عليه ما تم المرا ... د بمحشر حتى يؤم الموقفا

وقرظ هاته القصيدة أخوانا الشيخ محمد جعيط على شاكلتها بقوله: [الكامل]

برزت فتمنيت المدنفا ... بالمنظر وبحوزها حاز الشفا

رفعت قناع جمالها فبدت لنا ... كالمشتري أو بدرتم قد صفا

فخرت بطلعتها فصارت غرة ... للأعصر ولحسنها البدر اختفى

<<  <   >  >>