للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما بعد بث ويل الأشواق، الذي لا يتحمل استقصاؤه كاهل الأوراق، ولا يبرد غلته إلا لذيذ التلاق، ضمن تحيات أبهج من محيا وسيم، وأعذب من طعم تسنيم، يحاكي سواد نقسهأن في بياض طرسهأن مقلة حوراء تترك القلب سقيماً ولا أزيد سيدي في وصف هاته التحية، والمحركة لتلك الأريحية، وإن كانت إطالة لكلام ربما تعلل بها للفؤاد، الذي أدفنه البعاد، فربما حصل بعض سلوان، من بطائق الإخوان، إذ ير بها آثار حبيبه، فتقوم رقيتها مقام طبيبه، ولا عن مرتبة الشهود، لا يحتاج لشهود، والمكاتبات، إنما هي تعللات، والأشباح فارقت أرواحهأن كيف تجد في البطائق حياتها واسترواحهأن ولا أطيل فربما يستريب الضمير، فيخالها من التأنقات في التعبير، فلنعج إلا الدعاء لك بالسلامة وبلوغ المراد حتى يتصل بروحه جسم هاته البلاد عقدا وأما نازلة المرأة التي حملت عباءها الثقيل، المرجو فيها لك الثواب الجزيل، فقد طوقت أخاك بالقيام فيها أي امتنان، وأقررت عين العجوز إذ تنوسيت في تسريح بإحسان لكن حركت ساكن اشتياقها وأقمت قيامة خان باقهأن حتى اعتقدت أن الخمسين التي وصلتها من صداقهأن ربما كانت شركاً يقتاد بها شارد حسن أخلاقهأن وهي ترغب غاية الرغبة، أن يتمم سيدي اتصال الصحبة، وهي تنش جنابكم هل الأمير يرى ذلي فيشفع لي، وتأمل في جنابكم أن يتكفل قاضي القضاة بتخليص البقية على يد أحد أعوانه بحسب ما قدر في كل شهر إلى تمام الأجل ومكانتكم منه تسوغ الاقتراح عليه في تكليف أحد أمناء أعوانه في تخليص ذلك ولذلك العون أجره عقداً وأما تبليغ السلام من جميع الإخوان فقد وفيت به ولكن عجبت من إغفالك لشيخين عظيمين الحشايشي وذلك الشيخ الشهير. والسلام من أخيكم المرتجي محمد بن الخوجة. وكتب أواسط صفر الخير.

وكاتبني أيضاً الشيخ سيدي محمد جعيط ما نصه: [الكامل]

جاءت من اللّسن الأديب الأبرع ... حسناء ترفل في حلي ترفّع

جرت ذيول التيه لما أشرقت ... منها شموس نسجُ حبر أبرع

جاءت وقد ناقت نفوس ذوي النهى ... لورود منهلك الشهي الأبدع

وأتت ولا عجبٌ بأغرب عتبها ... ياما أجلّ عتابها في مسمعي

فالعتب من طرف الحبيب محبب ... في شرعة لعشاق بعد تمنع

وقد أدعت أن الثنا ليَ دارس ... بمعالم الود القديم الأرفع

ورأت نزوح الكتب بين ذوي الوفا ... بين البعاد شهيدها إذ تدعي

كلا لعمري إن شاهد ما ادعت ... هجر بدا عندي لودي المودع

هل بعد تحقيق الحقائق عندكم ... لودادنا لمقره في الأضلع

يوريك تركي للبطائق سلوةً ... حاشا علاك سلوك هذا المهيع

بل إن لي عين اليقين بأنكم ... رمتم مطارحة الحبيب الأشجع

فأريته فتانة الألباب سا ... فرة الحجاب على وداد ممرع

وبها سررت كما تسر نفوسنا ... فوراً بيوم ظهور ذاك المطلع

وطفقت أنظر في لطيف جمالها ... حتى أزالتْ أختها للبرقع

تلك الفريدة قد أتى في طيها ... سحر البين في الطريف المودع

نظمت فضائل سادة سادوا العلا ... من كل شهم ماجد متورع

أصحابِ خلق الخير في غزواته ... حفّت معالمهم بنورٍ أسطع

بمدحكم لكم الجزا والفوز في ال ... دارين والرجعى بأربح ما سعى

لا زال يكلؤكَ الإله بحفظه ... وبعونه وهو المجيب إذا دعي

حتى تعود لهذه الخضرا على ... عجل فأنت ربيع هات الأربع

سيد إنسان عين الدهر، ومن استولى على ملك البلاغة بالباع والقهر، فهو غرة تاج المفاخر، ومصداق كم ترك الأول للآخر، ومن بز في حذق البيان على الفحول، وتحلى بحليتي المعقول والمنقول العلامة النحرير، والناقد البصير، والفاضل الذي لا يفي بمحاسنه التعبير، بدر المعارف، فأني لي أن أصرح باسمه معرفأن وأفضل من حاز التليد والطارف، فلا غرو إن لم أطل ذيل الكلام فالذي ملأ الكون من مفاخره كفى، حرس الله سناه، وأظفره بمناه.

<<  <   >  >>