للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويلي ذلك هو ابنكم قد ذهب به الشوق كل مذهب، ولم بجد غير مناهل المكاتبة منهلاً أعذب، بعد أن حالت بيني وبينها الأشغال التي تؤول إلا فخركم على كل حال، لا سيما وأخباركم نتلقاها في كل أسبوع وتحقيقي لإعذاركم إيانأن هو الذي سهل علي هذا التقصير، مع أن نشر المودة مع كل خافقة يسير، والسلام.

فكاتبني مجيباً عن ذلك بما نصه: [الوافر]

أدرت حميت صرف الخندريس ... كؤوسا قد نفت كرب النفوس

على فئة تعتَّقَ محتساها ... لبيت الشعر لا بيت المجوس

وتؤثر أن يكون لها مديراً ... مدير الرائد الشيخُ السنوسي

أما بعد السلام عليك أيها المدير البارع، والمستقر ببحر الآداب بلا منازع، فإن كريم كتابك قد شرف وشنف، وأزرى ببدائع من وقف واستوقف، حيت أرانا بمنظومه ومنثوره، المنخرطين في أسلاك سطوره، كيف يمزج الرحيق الحلال، بقراخ العذب الزلال، ولتشريك حاسة الشم مع السمع والبصر والذوق، أخذ يقذف ند الود فيما لدينا من مجامر الشوق، الله يشكر صنعك، ويديم للمستفيدين نفعك. أما من أشرتم إليه من الاعتذار عن تأخير المكاتبة، فهو مشترك الإلزام على فرض توجه المعاتبة، ثم إن كنتم تستفيدون أخبارنا مما نكتبه لعمدة الجميع، منحن أيضاً نتعرف أحوالكم السارة من رائدكم البديع، الذي لا يتخلف عنا في غالب الأسابيع، ولطالما نزهت حدق الفكر في حدائقه اليانعة واستعذبت موراد تهذيبه التي نرجو أن تكون بحول الله لأبناء الوطن نافعة، والله المسؤول أن يمدكم بمزيد المعونة، ويحمي من الأكدار والعوائد ساحتكم المصونة، والسلام.

ورد علي مكتوب من مدارس إحدى مدن الهند مرسل من الفاضل محمد نصر الدين محرر صحيفة شمس الأخبار الهندية وهذا نصه: الماجد الأثيل، والأديب النبيل، الشيخ محمد السنوسي، منشئ الرائد التونسي، دام لطفكم.

أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقد رأيت في جريدتكم الرائد التونسي أنكم وصفتم جريدتي شمس الأخيار المدارسي بخير أعزني وأفخرني وحثني على أن أشكركم وأجري بينكم المراسلات فإن المسلمين هم إخوان أينما كانوأن وإنما تحصل زيادة الألفة والاتحاد بالمراسلات إذا كانوا بعيدين، فنعرض على جنابكم بغاية الرجاء أن تتفضلوا علينا بإرسال جريدتكم في كل أسبوع على اسمي مبادلة ومعاوضة بجريدتي شمس الأخبار المدارسي وهي من أشهر الجرنالات الهندية وأعظمها قدراً فهذا غاية لطفكم ومنكم وإن تريدوا المبادلة والمعاوضة بجريدتي فأرسلوها إلي أيضاً فإني أرسل إلى حضرتكم ثمنهأن وليكن من معلومكم أن ورود الجرنالات من تلك الممالك المحروسة إلى طرفنا ينتج فوائد كثيرة للدولة التونسية الإسلامية وللمسلمين فهذا ما لزم الآن من الاطلاع. والله ناصركم ومعينكم وحافظكم من شر الحاسدين ومكر الماكرين، والسلام ختام من المحب محمد نصر الدين مدير شمس الأخبار المدارسي في ١٨ محرم ١٢٩٤.

فكاتبته مجيباً عن ذلك بما نصه: أيها المحب لخير أهلي ملته، وإن شسع عنهم ببلدته، أدام الله يراعك يروع أعداء الإسلام، ويحث على الوحدة التي هي سبب كل انتظام، أخص بذلك البارع الفصيح، صاحب الرأي النصيح، والحق الصريح، أخا العزائم الصادقة التي أعلامها مع شمس النهار خافقة، حضرة الفاضل الشيخ محمد نصر الدين المدارسي، أدام الله بمواصلته إيناسي، وأنجح سعيه في كل الأقطار، بما ينشره من شمس الأخبار، ما دام الليل والنهار.

أما بعد إهداء تحية السلام، إلى حضرتكم التي سعادتها من أعز المرام، فقد شرفني منك كتاب كريم، من أقصى الأقاليم، خاض في طلب مواصلتنا معظم البحور، وجابه من مهامه البراري كل موماة لا يمكن فيها العبور، طلب المواصلة للحمة الإسلامية بالخصوص، فرأينا مصداق حديث المؤمن كالبنيان المرصوص، فلا زالت بفضل الله هذه الأمة، متظاهر إلى ما يهمها من المصالح المهمه، فحيهلا بذلك الكتاب، وما احتوى عليه من فرط اللطف والاقتراب، حيانا عم وجه وسيم ولطافة تزري بعليل النسيم، إذ لاحت دواعي المودة الدينية توشيه، وتنادي بحسن سريرة منشيه: [الطويل]

كتاب أتى من شاسع الهند قاصدا ... مواصلة الدين المتين بتونس

فوافى إلى قلب خلي فأحكمت ... روابط إذ جاء من خير مونس

<<  <   >  >>