فتلقيناه بالإجلال ورأينا من أعظم نتائج الأعمال، وعدت مبتهجاً بوصول هاتيك الصحيفة التي لكل ثناء مستحقه، ولذلك أنشدت لوصلها بعد بعد الشقه:[الكامل]
عجباً لها أيذوق طعمَ وصالها ... من ليس يأمل أن يمر ببالها
كلا فلا عجب لسماحة مانحها الفاضل الكريم، الذي أحرز من قلوبنا أيمن الحب الصميم:[الطويل]
وكم من محب قد أحب وما رأى ... وعشق الفتى بالسمع مرتبة أخرى
إيه أيها الماجد أعد علي ذكر إخواني، الذين تقاصى عنهم مكاني، وتالله إن تحرك الدم الإسلامي، لا يبرح يتزايد النامي، وأنى للروح، أن تصبر على هذا النزوح، مع ما أحاط به العلم خبرأن مما لن تستطيع معه النفس صبراً نسأل الله أن يقرب هذا البين تحت راية الدين ويلي هذا أيها الأخ في الله يعز علينا أن تطلبوا منا صحيفتنا على الوجه الذي ذكرتموه في كتابكم، وصرحتم به في خطابكم، من أن إرسالها يكون على وجه المبادلة، أو أنه يكون بالثمن وما في ذلك من معامله، على الله عنك لماذا لا تكون المواصله، بسسب تواصل الدين حاصله، وهذه في شريعتنا أعظم القرب لأرباب الطاعات، فهلا تسمح لنا أن نتخذ هذه المواصلة قربة لرب القربات، لعلنا نستظل بها تحت ظل عرشه في يوم الحساب. أما أنا فإن مودتي لأهل ديني تحملني على مساعدتهم على ما تقبر به عيني، وأي ثمرة في حياتنا إن لم يكن سعينا في فوائد المسلمين جاريأن وهل للمسلم أن لا يساعد أخاه إن كان داريأن فليعلم أخي في الله أني أواصل الجهد في مواصلتكم في كل أسبوع، بثلاث أعداد من رائدنا إذا كنتم تستحسنون منه ذلك الموضوع، وزيادة على ذلك فإنه تصلك أعداد من الرائد، قد انتخبتها لحضرتكم بما اشتملت عليه من الفوائد، لعل موقعنا يحسن عندكم، وإن تفضلتم عنا بعد ذلك بصحيفتكم وفق رغبتنا فتلك فضيلة قد شرفتم بها عبدكم، ثم أستمد من مزيد فضائلكم التي واصلنا بينها وبيننا إن كانت بأقطاركم صحائف عربية تواصلون بينها وبيننا فترسلونها إلينا لنشاهد عيناً كما أنا نؤمل من خصية حضرتكم أن تسمحوا لنا بمكاتبة تشرحون لنا بها حال تلك الأقطار، وحال العلوم الدينية هنالك والفنون العربية والأشعار، فإنا منها في عماية البعاد، ولا نعرف لها ما يشتفي به المراد، بل وإن سمحتم لنا بمقابلة تشرح لنا هذا الشان، فإنما ننشره في هاته الممالك بين أهل الإيمان، نسأل الله أن يجمع كلمة الإسلام بجاه النبي عليه الصلاة والسلام. حرره الداعي لحضرتكم بنجاح المساعي، وخصب المراعي، معيد السلام على جنابكم خادم العلم الشريف بجامع الزيتونة عبد الله محمد السنوسي منشي الرائد التونسي، أخذ الله بيده. وكتب في ٢٧ صفر الخير سنة ١٢٩٤.
ووردت إلي مكاتبة من البارع الشهير تادرس أفندي وهبي معلم مدرسة اللغات بمصر القاهرة، وهذا نصها: