للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عياض (١) ونقل عن القَبَّاب أن الكراهة لعلها من جهة الطب. وأكد الخَرَشِيّ -رحمه الله- في شرحه على «مُخْتَصَر خَلِيل» (٢) أن «القول بالكراهة قوي» وذكر الخلاف بين أصحاب المذهب فيما إذا كانت مقيدة بالمشمس في أواني الصفر أو غيرها، وذكر أن القَرَافِيّ ذكر خروج هباء من الإناء يتعلق بالجسم فيورث البرص، وذكر عن القَرَافِيّ أيضًا أن هذا لا يكون في آنية الذهب والفضة لصفائهما. وفي «مِنَح الجَلِيل» (٣)، نقل الشيخ عُلَيْش (٤) -رحمه الله- الكراهة عن مالك وبين أنه المعتمد عند جمهور المالكية.

وأما مذهب الحنفية، فقد حرر ابن عَابِدِين -رحمه الله- في «رَدّ المُحتار» (٥) أن مذهب الحنفية هو الكراهة كالشافعية ورجح أن الكراهة تنزيهية.


(١) هو: أبو الفضل عِياض بن موسى بن عِياض بن عَمْرُون اليَحْصُبِيّ السَّبْتِيّ، القاضي، عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته، كان من أعلم الناس بكلام العرب وأنسابهم وأيامهم، ولي قضاء سبتة، ومولده فيها سنة ٤٧٦ هـ، وتوفي -رحمه الله- بمراكش مسمومًا سنة ٥٤٤ هـ، من تصانيفه: «الشفا بتعريف حقوق المصطفى»، و «ترتيب المدارك وتقريب المسالك في معرفة أعلام مذهب الإمام مالك»، و «شرح صَحِيح مُسْلِم». راجع ترجمته في: «السِّيَر» للذَّهَبِيّ (٢٠/ ٢١٣)، «الدِّيبَاج المُذْهَب» (١/ ١٦٨)، «شَذَرَات الذَّهَب» (٢/ ١٣٨).
(٢) «شَرح مُخْتَصَر خَلِيل» للخَرَشِيِّ (١/ ٧٩).
(٣) «مِنَح الجَلِيل» للشيخ عُلَيش (١/ ٤٠).
(٤) هو: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد عُلَيش الأشعري الشاذلي الأزْهَرِيّ، فقيه متكلم نحوى صرفي بياني فرضي منطقي، من أعيان المالكية، مغربي الأصل، من أهل طرابلس الغرب، ولد بالقاهرة سنة ١٢١٧ هـ، وتعلم في الأزهر، وولي مشيخة المالكية فيه، توفي -رحمه الله- مسجونًا مريضًا بالقاهرة سنة ١٢٩٩ هـ، من تصانيفه: «فتح العلي المالك» وهو مجموع فتاويه، و «مِنَح الجَلِيل على مُخْتَصَر خَلِيل»، و «هداية السالك». راجع ترجمته في: «الأعلام» للزرِكلِيّ (٦/ ١٩)، و «مُعْجَم المؤلفين» لكحَالة (٩/ ١٢).
(٥) «حَاشِيَة رَدّ المُحتار» لابن عابِدِين (١/ ١٨١).

<<  <   >  >>