للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[عرض الأقوال]

قول السادة الحنفية:

قال السَّرَخْسِي (١) -رحمه الله-: «ومن الدماء الفاسدة ما تراه الصغيرة جدًّا؛ لأنه سبق أوانه فلا يعطى له حكم الصحة إذ لو جعلناه حيضًا حكمنا ببلوغها به ضرورة، وذلك محال في الصغيرة جدًّا واختلف مشايخنا في أدنى المدة التي يجوز الحكم فيها ببلوغ الصغيرة، فكان محمد بن مُقَاتِل الرَّازِيّ (٢) رحمه الله تعالى يقدر ذلك بتسع سنين؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنى بعائشة -رضي الله عنها-، وهي بنت تسع سنين، والظاهر أنه بنى بها بعد البلوغ، وكان لأبي مُطِيع البَلْخِيّ (٣) ابنة صارت جدة، وهي بنت تسع عشرة سنة حتى قال: فضحتنا هذه الجارية. ومن مشايخنا من قدر ذلك بسبع سنين لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «مروهم بالصلاة إذا بلغوا سبعا»، والأمر حقيقة للوجوب، وذلك بعد البلوغ. وسئل أبو نصر محمد بن سَلَّام (٤)


(١) هو: أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السَّرَخْسِيّ، شمس الأئمة، من فحول العلماء، قاض من كبار الأحناف، مجتهد من أهل سَرَخْس في خُراسان، أشهر كتبه: «المَبسُوط» في الفقه، و «الأصول» في أصول الفقه، و «شرح مختصر الطَّحَاوِيّ»، سكن فرغانة إلى أن توفي -رحمه الله- بها سنة ٤٨٣ هـ. راجع ترجمته في: «الجَوَاهِر المُضِيَّة» (٣/ ٧٨).
(٢) هو: محمد بن مُقاتِل الرَّازِيّ، قاضي الرَّيّ، من أصحاب محمد بن الحسن، من طبقة سليمان بن شعيب وعلي بن معبد روى عن أبي المُطِيع، وحدث عن وكيع وطبقته. راجع ترجمته في: «الجَوَاهِر المُضِيَّة» (٣/ ٣٧٢)، «مُعْجَم المؤلفين» لكحَالة (١٢/ ٤٥).
(٣) هو: أبو مُطِيع الحكم بن عبد الله البَلْخِيّ، الفقيه، صاحب أبي حنيفة، وصاحب كتاب الفقه الكبر، ولي قضاء بلخ وحدث عن ابن عروف وجماعة، قال أبو داود: كان جهميًّا تركوا حديثه، وبلغنا أن أبا مُطِيع كان من كبار الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. راجع ترجمته في: «الجَوَاهِر المُضِيَّة» (٤/ ٨٧)، «شَذَرَات الذَّهَب» (١/ ٣٥٧).
(٤) هو: محمد بن سلَّام البَلْخِيّ، من علماء الحنفية، من أقران أبي حفص الكبير. راجع ترجمته في: «الجواهر المضية» (٣/ ١٧١).

<<  <   >  >>