للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحيى بن معين (١) هو حديث منكر، يعني حديث الكحل (٢).

والحديث ضعيف كما بين أبو داود -رحمه الله- فلا حجة فيه.

٢ - استدلوا من التعليل بكون العين منفذًا للجَوْف، ألا ترى أن الإنسان إذا قطر في عينه وجد طعم ذلك أحيانًا في حلقه (٣).

• الترجيح:

الأحاديث في الباب ضعيفة، فيبقى التعليل والقياس، والذي أفادته المعارف الطبية الحديثة ربما يزيد الأمر صعوبة، وذلك لأنه، كما تقدم في المقدمة الطبية، فإن العين لها قناة تسمى القناة الدمعية وهي توصلها بالأنف والذي يتصل بدوره بالبُلْعُوم، ولكن فتحتهما في الجزء الأمامي من الأنف. وهذا يقلل من احتمالات وصول القطرة إلى البُلْعُوم، وهذه القطرة لا تتعدى عشر المليلتر ينزل منها إلى الأنف جزء يسير عبر هذه القناة الضيقة ثم يخرج أكثره فلا يرجع إلى البُلْعُوم إلا جزءٌ صغير من هذا ومن ثم، فإنه لا يصل إلى المَعِدَة من عين القطرة شيءٌ يذكر، وإن وصل الأثر.


(١) هو: أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد المُرِّيّ البَغْدَادِيّ، من أئمة الحديث ومؤرخي رجاله، قال فيه أحمد بن حنبل: أعلمنا بالرجال، ونعته الذَّهَبِيّ بسيد الحفاظ، وقال ابن حَجَر: إمام الجَرْح والتَّعْدِيل، أصله من سَرَخْس ومولده بقرية نقيا قرب الأنبار سنة ١٥٨ هـ وعاش ببغداد،، وتوفي بالمدينة حاجًا سنة ٢٣٣ هـ له: «التاريخ والعلل» و «مَعْرِفَة الرِّجَال» و «الكُنَى والأسْمَاء». راجع ترجمته في: «تاريخ بغداد» (١٤/ ١٧٧)، «وَفَيَات الأعْيَان» (٦/ ١٣٩)، «تَهْذِيب الكَمَال» (٣١/ ٥٤٣)، «السِّيَر» للذَّهَبِيّ (١١/ ٧١).
(٢) «سُنَن أبي دَاوُد» كتاب الصوم، باب في الكحل عند النوم للصائم (٢/ ٣١٠).
(٣) انظر «المُغْنِي» لابن قُدامة (٤/ ٣٥٤).

<<  <   >  >>