للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذلك لقتل البكتريا والفيروسات، ثم تجفف وتطحن وتضاف إليها إضافات أخرى وتعبأ في أكياس، ولذا يقول الدكتور محمد عثمان شبير (١): «وهذه العملية كفيلة بتغيير صفات النجاسة من رطبة إلى جافة، ومن لون أحمر في الدم إلى لون آخر وكذلك تتغير رائحة النجاسات نتيجة إضافة مواد كيميائية إلى خلطة المركز، وبالتالي يتغير اسمها ويصبح لها اسم جديد وهو المركز وبهذا تتحقق استحالة النجاسات بالتصنيع» (٢).

وهذا الذي ذكره الدكتور محمد عثمان شبير صحيح، إلا أن هذه العمليات التصنيعية ليست كافية لقتل بروتينات البرايون المسببة لأمراض الاعتلال الدِّمَاغي الإسفنجي الانتقالي، وقد تكون هناك غيرها، وهذا الذي جعل السلطات المعنية بكل من بريطانيا وأمريكا تمنع إطعام البروتين الحيواني للبهائم (٣).

أما حكم الاستحالة وأثرها على تغيير حكم النجاسات:

فإن الجمهور على أن النجاسة إذا استحالت بحيث تتغير أوصافها، فلا يبقى لها حكم


(١) هو: محمد بن عثمان شُبَيْر، من كبار الفقهاء المعاصرين، عمل أستاذًا بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية، وعميدًا لكلية الشريعة بجامعة قطر، حصل على الدكتوراه من جامعة الأزهر ١٩٨٠ م في موضوع «يوسف بن عبد الهادي الحنبلي وأثره في الفقه الإسلامي» وله أيضا: «المعاملات المالية المعاصرة في الفقه الإسلامي»، و «القواعد الكلية والضوابط الفقهية»، و «أحكام المسابقات المعاصرة في الفقه الإسلامي»، و «الشرط الجزائي ومعالجة المديونيات المتعثرة في الفقه الإسلامي»، وغيرها من الكتب والبحوث والدراسات الماتعة النافعة بالإضافة إلى مشاركاته بالمجامع الفقهية.
(٢) «دراسات فقهية في قضايا طبية معاصرة» (١/ ٤٤٤).
(٣) من موقع منظمة الغذاء والدواء الأمريكية على www.Usda.gar الشبكة، وانظر بحث الدكتور محمد جميل الحبال على موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة WWW. ٥٥@.net.

<<  <   >  >>