(فَكَانَ أَشَّدهم قلبا وبأسا ... وأصبر فِي الحروب على الْجراح)
وَقَالَ بعض بني عبس
(أرق لإرحام أَرَاهَا قريبَة ... لحار بن كَعْب لَا لجرم وراسب)
٣ - (وَأَنا نرى أقدامنا فِي نعَالهمْ ... وآنفنا بَين اللحى والحواجب)
٥ - (وأخلاقنا إعطاءنا وإباءنا ... إِذا مَا أَبينَا لَا ندر لعاصب)
ــ
وأشرفت الْمنية عَلَيْهِم إشراف الطَّائِر الباسط جناحيه أَبْصرت فَضِيلَة فَكَانَ أَشد الْقَوْم قلبا وبأسا وأسبقهم إِلَى الْحَرْب وأصبرهم على الْجراح عِنْد اللِّقَاء
١ - عبس والْحَارث بن كَعْب بن ضبة أخوة لأم
٢ - لحار ابْن كَعْب أَي لحارث بن كَعْب ورخم الْحَارِث فِي غير النداء وَذَلِكَ جَائِز فِي الشّعْر وجرم بطن فِي طيىء وراسب حَيّ من الْعَرَب أَيْضا يَقُول يرق قلبِي لأرحام مشتبكة بَيْننَا من جِهَة الْحَارِث بن كَعْب لَا من جِهَة جرم وراسب يَقُول إِن نسب الْحَارِث بن كَعْب فِي نزار وَإِن كَانَ عدادهم فِي الْيمن وراسب من جرم وجرم من قضاعة
٣ - وآنفنا جمع أنف يخبر أَنهم يرَوْنَ أَقْدَامهم وآنفهم تشبه أَقْدَامهم وآنفهم لهَذِهِ الْقَرَابَة وَإنَّهُ يرق لَهُم لذَلِك إِذْ كَانُوا قومه وَإِنَّمَا خص الْأَطْرَاف بالمشابهة لِأَنَّهَا تظهر للعيون والتشابه يتَعَلَّق بهَا أَكثر وَلم يقل بَين لحاهم لِأَنَّهُ اكْتفى بِإِضَافَة الْإِقْدَام وَالنعال واللحى جمع لحية
٤ - وأخلاقنا إعطاءنا وإباءنا كَانَ يجب أَن يَقُول وأخلاقنا أَخْلَاقهم وَلكنه اعْتمد على أَن أَخْلَاقنَا مَعْطُوف على أقدامنا فيشترك مَعَه فِي حكم المشابهة أَي أَنا نرى أَخْلَاقنَا كأخلاقهم إِذا أعطينا أَو أَبينَا وَقَوله لَا ندر لعاصب أَي لَا نعطي على القسر بل برضانا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute