(ثمَّ انتحى غير مَذْمُوم وأعيننا ... لما تولى بدمع سافح سجم) ٣ (تحمله النَّاقة الأدماء معتجرا ... بالبرد كالبدر جلي داجي الظُّلم)
٣ - (وَكَيف أنساك لَا نعماك وَاحِدَة ... عِنْدِي وَلَا بِالَّذِي أوليت من قدم)
وَقَالَ أَيْضا فِيهِ
٤ - (مَا زلت فِي الْعَفو للذنوب وَإِطْلَاق ... لعان بجرمه غلق)
٥ - (حَتَّى تمنى البراة أَنهم ... عنْدك أَمْسوا فِي الْقد وَالْحلق)
ــ
١ - انتحى أَي قصد نَاحيَة غير مَذْمُوم انتصب على الْحَال يصفه بِالْكَرمِ والبراءة من الْعَيْب وسافح أَي مسفوح وسجم أَي منسجم وَالْمعْنَى أَنه ذهب عَنَّا وسافر وَنحن نثني على مَا كَانَ من حسن عنايته بشأننا ودموعنا تسيل من أَعيننَا لأجل فِرَاقه
٢ - الأدماء أَي الْبَيْضَاء ومعتجرا أَي متعمما وَالْبرد الثَّوْب المخطط مَعْنَاهُ أَنه مضى عَنَّا تحمله النَّاقة الْبَيْضَاء فِي حسن ملابسه وجمال وَجهه
٣ - فَكيف أنساك أَي لَا أنساك وَفِيه الْتِفَات وَالْمعْنَى أَنِّي لَا أنساك بَعْدَمَا أَنْعَمت عَليّ بِهَذِهِ النعم العديدة الَّتِي لم يتقادم عهدها
٤ - فِي الْعَفو خبر لَا زلت أَي آخِذا فِي الْعَفو العاني الْأَسير والغلق الْمَتْرُوك الَّذِي لَا يفك
٥ - البراة جمع بَرِيء أَي البريئون من الجرم وَالْقد السّير الَّذِي يشد بِهِ الْأَسير وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنَّك مَا زلت آخِذا فِي الْعَفو إِلَى أَن تمنى من لَا جرم لَهُ أَن يكون أَسِيرًا عنْدك حَتَّى يتوفر عَلَيْهِ نظرك وإحسانك وَفِي هذَيْن الْبَيْتَيْنِ من الهجنة مَا لَا يخفى لِأَنَّهُ من الحماقة أَن يتمنوا الْأسر ثمَّ الْإِطْلَاق وهم طلقاء معافون وَإِن تمنوا ذَلِك لما يجدونه عِنْد هَذَا الممدوح من الْإِحْسَان فَلَيْسَ هَذَا التَّمَنِّي من الكياسة فِي شَيْء بل الكياسة أَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute