(ألكني وفر لِابْنِ الغريرة عرضه ... إِلَى خَالِد من آل سلمى بن جندل)
ــ
أَن من تضييعهم إِيَّاه أَيْضا تَركهم لَهُ حَتَّى سقط على الشَّجَرَة وَلم يوسدوا رَأسه وَوَجهه بعد مَا قتل عَلَيْهِ أَمارَة الْبشر وَهُوَ من سماة الشجعان
١ - هُوَ أحد بني حرقة بن ثَعْلَبَة بطن من تغلب شَاعِر مقل وَكَانَ من خَبره فِي هَذِه الأبيات أَنه كَانَ غزا بني أبي ربيعَة بن ذهل بن شَيبَان فأطرد إبلهم فَقَالَ لَهُ قومه أغر بِنَا على بعض من تمر بِهِ فَأَغَارَ على بني كوز وَهَاجَر من بني ضبة فَأصَاب مِنْهُم ثَلَاثِينَ امْرَأَة فِيهِنَّ منصورة بنت شَقِيق أُخْت عَامر بن شَقِيق فأطلقهن مَكَانَهُ غَيرهَا فَاحْتمل بهَا حَتَّى أَتَى أَرض قومه وَكَانَ أَخُوهَا وَزوجهَا غائبين فبلغهما الْخَبَر فطلباها حَتَّى أَتَيَا الْهُذيْل وسألاه إِيَّاهَا فَقَالَ هِيَ بيني وبينكما فَإِن أحبت فلتتبعكما وَإِن كرهت لم أعطكماها فَقَالَا نَنْظُر فِي أمرنَا الْيَوْم فَأتيَا رجلا من بني تغلب فحدثاه الحَدِيث واستجاراه فَانْطَلق مَعَهُمَا إِلَى الْهُذيْل فَقَالَ إِنَّك قد أَعْطَيْت الْقَوْم مَا قد علمت أفأجيرهما عَلَيْك على الْوَفَاء قَالَ نعم فخيرت الْمَرْأَة فَاخْتَارَتْ زَوجهَا فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهَا وانصرفا بهَا ثمَّ إِن الْهُذيْل تبعتها نَفسه فَأَغَارَ ثَانِيَة على بني ضبة وَجمع لَهُم فاستصرخ بَنو ضبة ببني سعد بن زيد مَنَاة فَالْتَقوا وَقتل من بني تغلب نَاس وانهزموا أَسْوَأ هزيمَة وَوَقع ابْن الْهُذيْل أَسِيرًا أسره عَامر بن شَقِيق ثمَّ أَتَاهُم الْهُذيْل فِي ابْنه يطْلب إِلَيْهِ أَن يفاديه أَو يمن عَلَيْهِ فوعده أَن يفعل فَلَمَّا طَال عَلَيْهِ ذَلِك قَالَ هَذِه الأبيات