(أَنا الَّذِي يجدوني فِي صُدُورهمْ ... لَا أرتقي صَدرا مِنْهَا وَلَا نرد)
وَقَالَ آخر
(ألشر يبدوه فِي الأَصْل أصغره ... وَلَيْسَ يصلى بِنَار الْحَرْب جانيها)
٣ - (ألحرب يلْحق فِيهَا الكارهون كَمَا ... تَدْنُو الصِّحَاح إِلَى الْجَرّ بِي فتعديها)
٤ - (إِنِّي رَأَيْتُك تقضي الدّين طَالبه ... وقطرة الدَّم مَكْرُوه تقاضيها)
٥ - (ترى الرِّجَال قعُودا يأنحون لَهَا ... دأب المعضل إِذْ ضَاقَتْ ملاقيها)
وَقَالَ شُرَيْح بن قرواش الْعَبْسِي
ــ
١ - لَا أرتقي صَدرا الصَّدْر الرُّجُوع عَن المَاء ضد الْوُرُود وَمعنى الْبَيْت أَنا الَّذِي صرت غُصَّة فِي صُدُورهمْ قد نشبت بالحلوق فَلَا تصدر وَلَا ترد بل استحكمت فِيهَا فَلَا تَنْصَرِف عَنْهَا بِحَال
٢ - وَلَيْسَ يصلى بِنَار الْحَرْب جانيها أَي أَن الْحَرْب يجنيها الضَّعِيف وَالْعَاجِز وَيصلى بهَا الْقوي الحازم لِأَنَّهُ لَا يجد من نصْرَة قَرِيبه بدا
٣ - الْحَرْب يلْحق فِيهَا الكارهون الخ مَعْنَاهُ أَن شَرّ الْحَرْب يعدي إعداء الجرب وتنال مضرتها غير الْجَانِي إِذا دخل مَعَ الجناة كَمَا يدنو الصَّحِيح إِلَى الأجرب فيعديه
٤ - إِنِّي رَأَيْتُك تقضي الدّين طَالبه أَي رَأَيْتُك تُؤدِّي إِلَى الْغُرَمَاء مَا لَهُم عَلَيْك من الدّين وَإِذا طولبت بِدَم لَا تسمح نَفسك بتقاضيه من جهتك فَهَذَا مدح لَهُ
٥ - يُقَال أنح يأنح إِذا زجر والدأب الْعَادة والمعضل الَّتِي نشب وَلَدهَا فِي رَحمهَا والملاقي المُرَاد بهَا ملاقي الرَّحِم وَمعنى الْبَيْت أَن الرِّجَال يلقون من الشدَّة فِي الْحَرْب مَا تلقى هَذِه الْمَرْأَة إِذا عسر عَلَيْهَا خُرُوج وَلَدهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute