(إِذا مَا مَلَأت الْعين مِنْهَا ملأتها ... من الدمع حَتَّى أنزف الدمع أجمعا)
و٢ قَالَ كثير بن عبد الرَّحْمَن
٣ - (وددت وَمَا تغني الودادة أنني ... بِمَا فِي ضمير الحاجبية عَالم)
٤ - (فَإِن كَانَ خيرا سرني وعلمته ... وَإِن كَانَ شرا لم تلمني اللوائم)
٥ - (وَمَا ذكرتك النَّفس إِلَّا تَفَرَّقت ... فريقين مِنْهَا عاذر لي ولائم)
ــ
غافلة فَكَأَنِّي لكَمَال محاسنها رَأَيْت بهَا بَدْرًا طالعا
١ - أنزف الدمع أفناه كُله وَالْمعْنَى إِذا مَلَأت عَيْني من محاسنها بَكَيْت وجدا عَلَيْهَا حَتَّى أفنى الدمع كُله
٢ - وجده الْأسود بن عَامر أحد بني خُزَاعَة بن ربيعَة ويكنى أَبَا صَخْر وَكَانَ من فحول شعراء الْإِسْلَام جعله ابْن سَلام فِي الطَّبَقَة الأولى مِنْهُم وَكَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع يذهب مَذْهَب الكيسانية من الشِّيعَة وَيَقُول بالرجعة والتناسخ وَكَانَ بَنو مَرْوَان يعلمُونَ بمذهبه فَلَا يغيرهم ذَلِك عَنهُ لجلالته فِي أَعينهم ولطف مَحَله فِي أنفسهم وَكَانَ أَشد النَّاس تيها بِنَفسِهِ وأزهاهم بهَا على كل أحد وَهُوَ أحد عشاق الْعَرَب الْمَشْهُورين بذلك وصاحبته عزة الحاجبية وَبهَا يعرف
٣ - وَمَا تغني الودادة اعْتِرَاض بَين وددت ومفعوله والودادة مصدر ود يود والحاجبية من بني حَاجِب وَالْمعْنَى تمنيت وَمَا يُغني التَّمَنِّي أَنِّي عَالم بِمَا ينطوي عَلَيْهِ قلب عزة الحاجبية لي
٤ - اكْتفى قَوْله وعلمته بمفعول وَاحِد لِأَنَّهُ بِمَعْنى عرف وَالْمعْنَى فَإِن كَانَ مَا تضمره لي ودا صافيا سرني ذَلِك وَإِن كَانَ إعْرَاضًا أرحت نَفسِي من لوم اللائمات
٥ - إِلَّا تَفَرَّقت الخ قَالَ هَذَا جَريا على عَادَة النَّاس فِي ترددهم بَين مَا يقوى الْعَزْم عَلَيْهِ وَبَين مَا يضعف فِيهِ فَجعل كل وَاحِد مِنْهُمَا كَأَنَّهُ نفس على حِدة فَوَاحِدَة تعذره وَأُخْرَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute