(وَإِنِّي لممن يبسط الْكَفّ بالندى ... إِذا شنجت كف الْبَخِيل وساعده)
(لعمرك مَا تَدْرِي أُمَامَة أَنَّهَا ... ثنى من خيال مَا أَزَال أعاوده)
٣ - (فشقت على ركبي وعنت ركائبي ... وَردت عَليّ اللَّيْل قرنا أكابده)
وَقَالَ آخر
٤ - (أثنى عَليّ بِمَا لَا تكذبين بِهِ ... يَا طيب أَي فَتى للضيف وَالْجَار)
ــ
١ - وَإِنِّي لممن الخ أَي من الْقَوْم الَّذين يبسطون أكفهم بالندى والندى الْعَطاء وشنجت تقبضت يبسا وَأَشَارَ بِهَذَا إِلَى زمن الشدَّة وَالْمَشَقَّة وَالْمعْنَى إِنِّي رجل أبسط كفى بالعطاء والجود فِي وَقت الجدب وَشدَّة احْتِيَاج النَّاس وَظُهُور الْبُخْل
٢ - الْعُمر بِفَتْح الْعين وَضمّهَا وَاحِد وَلَا يسْتَعْمل فِي الْقسم إِلَّا مَفْتُوحًا وَجَوَاب الْقسم مَحْذُوف تَقْدِيره قسمي وثنى أَي مرّة بعد أُخْرَى وَقَوله مَا أَزَال أعاوده أَي يعاودني لِأَن الخيال هُوَ الَّذِي يَغْشَاهُ ويزوره وَكَثِيرًا مَا يَقع مثل هَذَا فِي كَلَامهم اعْتِمَادًا على فهم الْمَعْنى وَيُشِير بِهَذَا الْكَلَام إِلَى معاودة الخيال مرّة بعد مرّة وَالْمعْنَى أقسم بحياتك أَن أُمَامَة لَا تعلم بِأَن خيالها يأتيني مرّة بعد أُخْرَى
٣ - شقَّتْ صعبت وَالضَّمِير فِيهِ إِلَى الرحلة أَو إِلَى معاودة الخيال وَإِنَّمَا شقَّتْ عَلَيْهِم لأَنهم كَانُوا قد استراحوا فَلَمَّا عاوده خيالها انتبه وَمَعَهُ أَصْحَابه وارتحل يكابد اللَّيْل وركبي أَصْحَابِي وعنت تعبت والركائب الرَّوَاحِل والقرن الْمنَازل فِي الْحَرْب وَالْمعْنَى أَنِّي لما عاودني خيالها انْتَبَهت وأيقظت أَصْحَابِي ليرحلوا معي فصعب عَلَيْهِم الرحلة معي فرحلت أكابد اللَّيْل سيرا كَمَا يكابد الرجل خَصمه
٤ - أثنى أَمر للمخاطبة وَالثنَاء الْمَدْح بالجميل وَقَوله لَا تكذبين بِهِ أَي بِمَا لَا تصادفين فِيهِ كَاذِبَة وَطيب منادى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute