(وليأتين عَلَيْك يَوْم مرّة ... يبكى عَلَيْك مقنعا لَا تسمع)
وَقَالَ يزِيد بن عَمْرو الطَّائِي
(أصَاب الغليل عبرتي فأسالها ... وَعَاد احتمام لَيْلَتي فأطالها)
٣ - (أَلا من رأى قوما كَأَن رِجَالهمْ ... نخيل أَتَاهَا عاضد فأمالها)
٤ - (أدفن قتلاها وآسو جراحها ... وَأعلم أَن لَا زيغ عَمَّا مني لَهَا)
٥ - (وقائلة من أمهَا طَال ليله ... يزِيد بن عَمْرو أمهَا فاهتدى لَهَا)
ــ
إِذا نزلت بِنَا نازلة أَقُول لَهُ أَرِنِي الصَّوَاب بِرَأْيِك وَأي رجل نلتجئ إِلَيْهِ عِنْد ذَلِك
١ - الْمقنع المستور الْوَجْه وَالْمعْنَى أقسم لَا بُد أَن يَأْتِي يَوْم يبكي عَلَيْك فِيهِ وَأَنت مَسْتُور الْوَجْه غير سامع عويل الباكين وَالظَّاهِر أَن هَذَا خطاب لغير الْمَفْقُود من نَحْو شامت
٢ - الغليل حرارة الْحبّ أَو الْحزن والاحتمام القلق والانزعاج وأضاف الاحتمام إِلَى ليلته لكَونه فِيهَا وَالْمعْنَى أَن مَا فِي الْبَاطِن من شدَّة الْحَرَارَة صير دموعي منسكبة وَبت لَيْلَتي فِي قلق وانزعاج وَهِي مَعَ ذَلِك لطولها تكَاد أَن لَا تصبح
٣ - الِاسْتِفْهَام للتوجع والعاضد الْقَاطِع وَالْمعْنَى أَقُول متوجعا هَل رَأَيْت مقتل الْقَوْم الَّذين كَانُوا كالنخل فِي طول الْقَامَة واعتدالها فَأَتَاهُم قَاطع فَأَما لَهُم أَي قَتلهمْ
٤ - آسوا أداوي والجراح وَاحِدهَا جريح ومني قدر وَالْمعْنَى أَنِّي فِي هَذِه الْحَالة أتولى دفن قتلاهم وأداوي جريحهم وَهِي حَالَة ينصدع مِنْهَا الْفُؤَاد حزنا وَمَعَ هَذَا فَأَنا على يَقِين أَن مَا قدر لَا مفر مِنْهُ
٥ - أمهَا قَصدهَا وَمن مُبْتَدأ وَطَالَ خَبره وَيزِيد مُبْتَدأ ثَان وَهُوَ نفس الْقَائِل وَأمّهَا الثَّانِيَة خبر عَنهُ وَالْمعْنَى وَرب قائلة فِي ذَاك الْوَقْت إِن الَّذِي قصد الْقَتْلَى طَال ليله ثمَّ أَشَارَ لنَفسِهِ قَائِلا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute