للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(استبق دمعك لَا يود الْبكاء بِهِ ... واكفف مدامع من عَيْنَيْك تستبق)

(لَيْسَ الشؤن وَإِن جَادَتْ بباقية ... وَلَا الجفون على هَذَا وَلَا الحدق)

وَقَالَ آخر

٣ - (قد كنت أعلو الْحبّ حينا فَلم يزل ... بِي النَّقْض والإبرام حَتَّى علانيا)

ــ

يزِيد ثمَّ أَبَا جَعْفَر الْمَنْصُور وَكَانَ مُولَعا بِالشرابِ أَخذه صَاحب شرطة زِيَاد ابْن عبيد الله الْحَارِثِيّ وَكَانَ واليا على الْمَدِينَة فِي ولَايَة أبي الْعَبَّاس السفاح وَرَفعه إِلَى زِيَاد وَجلده فِي الْخمر فَلَمَّا ولى الْمَنْصُور شخص إِلَيْهِ فامتدحه فَاسْتحْسن الْمَنْصُور شعره وَقَالَ لَهُ سل حَاجَتك قَالَ تكْتب إِلَى عَامل الْمَدِينَة أَن لَا يحدني فِي الْخمر قَالَ هَذَا حد من حُدُود الله وَمَا كنت لأعطله قَالَ فاحتل لي فِيهِ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَكتب إِلَى عَامله من أَتَاك بِابْن هرمة سَكرَان فاجلده مائَة جلدَة واجلد ابْن هرمة ثَمَانِينَ فَكَانَ النَّاس يَمرونَ بِهِ وَهُوَ سَكرَان فَيَقُولُونَ من يَشْتَرِي ثَمَانِينَ بِمِائَة

٢ - أوداه أهلكه والمدامع مجَاز عَن الدُّمُوع لِأَن المدامع مجاري الدُّمُوع أمره باستبقاء دمعه وَنَهَاهُ عَن التهالك فِي الْبكاء لِئَلَّا تفْسد عَلَيْهِ عينه فَيَقُول احرص على بَقَاء دمعك وَلَا تهلكه بالبكاء فتفسد عَيْنَاك وامنعهما من مبادرة الدُّمُوع مِنْهُمَا

٢ - الشؤون جمع شَأْن وَهُوَ مجْرى الدمع إِلَى الْعين والحدق جمع حدقة وَهِي سَواد الْعين وَالْمعْنَى لَيست مجاري الدمع إِلَى الْعين وَإِن جَادَتْ بالدموع وَلَا الجفون وَلَا الحدق بباقية على هَذَا الْفِعْل الَّذِي هُوَ كَثْرَة الْبكاء

٣ - النَّقْض ضد الإبرام والإبرام الإحكام وَالْمعْنَى كنت أغلب الْهوى حينا فَلم يزل ينْقض عَليّ وَأَنا أبرم وأنقض عَلَيْهِ وَهُوَ يبرم إِلَى أَن غلبني

<<  <  ج: ص:  >  >>