(يَعْقُوب لَا تبعد وجنبت الردى ... فلنبكين زَمَانك الرطب الثرى)
(وَلَئِن تعهدك الْبلَاء بِنَفسِهِ ... فَلَقِيته إِن الْكَرِيم ليبتلى)
٣ - (وَأرى رجَالًا ينهسونك بعد مَا ... أغنيتهم من فاقة كل الْغنى)
٤ - (لَو أَن خيرك كَانَ شرا كُله ... عِنْد الَّذين عدوا عَلَيْك لما عدا)
وَقَالَت صَفِيَّة الباهلية ترثي أخاها
ــ
الْمهْدي ونال مِنْهُ مَا نَالَ قَالَ أَبُو حَنش هَذِه الأبيات
١ - تبعد تهْلك والردى الْهَلَاك أَيْضا وَلم يرض بالحرى على عَادَة النَّاس من قَوْلهم عِنْد الْمُصَاب لَا تبعد حَتَّى زَاد عَلَيْهِ وجنبت الردى ليَكُون الْكَلَام أدل على التوجع وَيُشِير بقوله زَمَانك الرطب الثري إِلَى كَثْرَة إحسانه إِلَى النَّاس فَكَأَنَّهُ كَانَ لَهُم كالمطر تحيي بِهِ الأَرْض وسكانها وَالثَّرَى التُّرَاب الندي وَالْمعْنَى يَا يَعْقُوب لَا تهْلك والهلاك بعيد مِنْك فَنحْن لحزننا عَلَيْك نبكي على أيامك الَّتِي عَم فِيهَا إحسانك إِلَى النَّاس
٢ - تعهدك تفقدك وَالْبَلَاء هُنَا المحنة الَّتِي نزلت بِهِ ويبتلى يختبر يَقُول فلئن كَانَ الْبلَاء بحث عَنْك وتفقدك بِنَفسِهِ فَلَقِيته بعزيمة صَادِقَة وصبر جميل فَلَا يهْلك ذَلِك وَلَا تسأم فَإِن الْكَرِيم مبتلى ومختبر
٣ - ينهسونك يغتابونك وأصل النهس بِمقدم الْفَم والنهش بِجَمِيعِهِ الْتفت بِهَذَا الْكَلَام إِلَى رجال يذمون يَعْقُوب وينالون من عرضه فَيَقُول إِنِّي أرى رجَالًا نهسوا عرضك وجحدوا فضلك وإحسانك بعد مَا أغنيتهم من فقر وأنقذتهم من بلَاء وشقاء يصفهم باللؤم وَجحد الْمَعْرُوف وإنكار الْفضل ودناءة الْفِعْل وَالْأَصْل
٤ - الْمَعْنى لَو كَانَ مَا صَار إِلَيْهِم من إحسانك الوافر يفْرض شرا لما جاوزهم إِلَى غَيرهم وَلما كَانَ الْأَذَى ينالك من جِهَته
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute