للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(بَيْضَاء تسحب من قيام فرعها ... وتغيب فِيهِ وَهُوَ وحف أسحم)

(فَكَأَنَّهَا فِيهِ نَهَار سَاطِع ... وَكَأَنَّهُ ليل عَلَيْهَا مظلم)

وَقَالَ آخر

٣ - (تأملتها مغترة فَكَأَنَّمَا ... رَأَيْت بهَا من سنة الْبَدْر مطلعا)

ــ

وَعجل بن لجيم وحنيفة بن لجيم إخْوَان وَكَانَ بكر بن النطاح صعلوكا يُصِيب الطَّرِيق ثمَّ أقصر عَن ذَلِك وَجعله أَبُو دلف من الْجند وَكَانَ شجاعا بطلا فَارِسًا شَاعِرًا حسن الشّعْر جيد التَّصَرُّف فِيهِ كثير الْوَصْف لنَفسِهِ بالشجاعة والإقدام وَكَانَ فِي عهد بني الْعَبَّاس قَالَ أَبُو الْحسن الراوية قَالَ لي الْمَأْمُون أَنْشدني أَشْجَع بَيت وأعفه وأكرمه من شعر الْمُحدثين فَأَنْشَدته

(وَمن يفْتَقر منا يَعش بحسامه ... وَمن يفْتَقر من سَائِر النَّاس يسْأَل)

(وَإِنَّا لنلهو بِالسُّيُوفِ كَمَا لهت ... عروس بِعقد أَو سخاب قرنفل)

فَقَالَ لي وَيحك من يَقُول هَذَا قلت بكر بن النطاح فَقَالَ أحسن وَالله وَلكنه قد كذب فِي قَوْله فَمَا باله يسْأَل أَبَا دلف وينتجعه ويمدحه هلا أكل خبزه بِسَيْفِهِ كَمَا قَالَ وَكَانَ بكر قد قصر مدائحه على أبي دلف وأخيه معقل وَله فيهمَا جيد الشّعْر ومختاره

١ - الْفَرْع شعر الرَّأْس والوحف الْكثير الْأسود مِنْهُ والأسحم المظلم

٢ - معنى الْبَيْتَيْنِ أَن هَذِه الحبيبة بَيْضَاء صَافِيَة نقية طَوِيلَة الشّعْر فَإِذا قَامَت جرته وَإِذا أَرْسلتهُ سترهَا فتغيب فِيهِ وَهُوَ مَعَ طوله وَكَثْرَة أُصُوله كثير السوَاد شَدِيد الظلمَة فَكَأَنَّهَا فِيهِ لشدَّة بيضاها نَهَار سَاطِع من خلل ظلام وَكَأن ذَلِك الشّعْر لشدَّة سوَاده عَلَيْهَا ليل مظلم يغشى بَيَاض نَهَار

٣ - مغترة أَي غافلة وَأَرَادَ بِسنة الْبَدْر وَجهه وَالْمعْنَى نظرت إِلَيْهَا وَهِي

<<  <  ج: ص:  >  >>