(إِذا انتضل الْقَوْم الْأَحَادِيث لم يكن ... عييا وَلَا رَبًّا على من يقاعد)
٢ - وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر
ــ
١ - الانتضال أَصله فِي الرَّمْي ثمَّ اسْتعْمل فِي الْمُفَاخَرَة والرب المتكبر وَالْمعْنَى إِذا أَخذ الْقَوْم فِي الْمُفَاخَرَة لم يكن عَاجِزا عَن الْكَلَام وَلَا متكبرا على الندماء
٢ - وجده أَبُو سلمى ربيعَة بن رَبَاح أحد بني مَازِن بن ثَعْلَبَة وَهُوَ من المخضرمين وَمن فحول الشُّعَرَاء قَالَ الحطيئة لَهُ وَكَانَ راوية زُهَيْر وَآل زُهَيْر يَا كَعْب قد علمت روايتي لكم وانقطاعي إِلَيْكُم وَقد ذهب الفحول من الشُّعَرَاء غَيْرِي وَغَيْرك فَلَو قلت شعرًا تذكر فِيهِ نَفسك وتضمني موضعا بعْدك فَإِن النَّاس لأشعاركم أروى وإليها أسْرع فَفعل كَعْب ذَلِك ووفد كَعْب وبجير ابْنا زُهَيْر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بلغا أبرق العزاف فَقَالَ كَعْب لبجير الْحق بِالرجلِ وَأَنا مُقيم هَهُنَا أنْتَظر مَا يَقُول لَك فَقدم بجير على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسمع مِنْهُ وَأسلم وَبلغ ذَلِك كَعْبًا فَأَنْشد أبياتا بلغت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأهدر دَمه وَقَالَ من لَقِي مِنْكُم كَعْب بن زُهَيْر فليقتله فَكتب إِلَيْهِ أَخُوهُ بجير يُخبرهُ بذلك وَقَالَ لَهُ أَنْج وَمَا أَرَاك بمفلت ثمَّ كتب إِلَيْهِ بعد ذَلِك يَأْمُرهُ أَن يسلم وَيقبل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم كَعْب وَقَالَ قصيدته الْمَشْهُورَة يعْتَذر فِيهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَمعَهَا وَقبل معذرته وَخبر هَذِه الأبيات أَن رجلا من مزينة يُقَال لَهُ جوي مر على الْأَوْس والخزرج وهم يقتتلون وَكَانَت الْأَوْس حلفاء مزينة فَدخل الْمُزنِيّ مَعَ حلفائه فأصيب فَمر بِهِ ثَابت بن الْمُنْذر أَبُو حسان بن ثَابت فَقَالَ أَخا مزينة مَا طرحك فِي هَذَا المطرح فوَاللَّه إِنَّك من قوم مَا يحمونك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute