(وَإِنِّي لتراك الضغينة قد بدا ... ثراها من الْمولى فَلَا استثيرها)
(مَخَافَة أَن تجنى عَليّ وَإِنَّمَا ... يهيج كبيرات الْأُمُور صغيرها)
٣ - (لعمري لقد أشرفت يَوْم عنيزة ... على رَغْبَة لَو شدّ نَفسِي مريرها)
٤ - (تبين أعقاب الْأُمُور إِذا مَضَت ... وَتقبل أشباها عَلَيْك صدورها)
٥ - (إِذا افتخرت سعد بن ذبيان لم تَجِد ... سوى مَا ابتنينا مَا يعد فخورها)
ــ
أهلك وَقد رددتك فَأبى شبيب أَن يرجع وَقَالَ قصيدة اخْتَار مِنْهَا أَبُو تَمام هَذِه الأبيات
١ - الضغينة الحقد وأصل الثرى الندوة فِي التُّرَاب واستثاره أثاره وَالْمولى ابْن الْعم هُنَا يَقُول إِنِّي أعفو وأتغاضى وَأعْرض عَن الشَّرّ إِذا بدا لي من ابْن عمي
٢ - ضمير تجني رَاجع إِلَى الضغينة وَالْمعْنَى مَخَافَة أَن تجر الضغينة على أمرا لَا يُمكن تَدَارُكه فقد يكون الْأَمر صَغِيرا فِي المبدإ ثمَّ يزْدَاد عظما حَتَّى يعم شَره
٣ - عنيزة مَوضِع وَالرَّغْبَة المرغوب فِيهِ كَأَنَّهُ كَانَ قد ظَهرت لَهُ فرْصَة فِي صَاحبه لَو انتهزها لَكَانَ فِيهَا الاشتفاء والمرير من الحبال الْمُحكم فتله وَالْمعْنَى أقسم بحياتي إِنِّي نظرت يَوْم عنيزة إِلَى أَمر مَرْغُوب فِيهِ وبغية كَانَت لي لَو أمضيت فِيهَا عزمي لشفيت نَفسِي وَلَكِنِّي اخْتَرْت مَا هُوَ الْأَفْضَل والأمدح فمنعت نَفسِي عَن الشَّرّ وطويتها على السماح
٤ - تبين أَي تتبين وأعقاب الْأُمُور أواخرها وَالْمرَاد بالأشباه المتشابهة وصدورها أوائلها وَالْمعْنَى أَن الْأُمُور إِذا مَضَت لَا تشتبه نتائجها وَإِنَّمَا المشتبه عَلَيْك مِنْهَا أوائلها
٥ - فَخر الْقَوْم ذكرُوا مناقبهم وَمَا مفعول لتجد وَالْمعْنَى أَن قَبيلَة سعد ابْن ذبيان إِذا افتخرت لم تَجِد مَا تعده فخرا سوى مَا بنيناه من الْمجد فالفخر لنا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute