للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وَلما تفاوضنا الحَدِيث وأسفرت ... وُجُوه زهاها الْحسن أَن تتقنعا)

(تبالهن بالعرفان لما عرفنني ... وقلن امْرُؤ بَاغ أكل وأوضعا)

ــ

صافيها جيد الأسلوب سهل التَّرْكِيب غواصا على معَان كَثِيرَة وَكَانَت الْعَرَب تقر لقريش بالتقدم فِي كل شَيْء عَلَيْهَا إِلَّا فِي الشّعْر حَتَّى كَانَ عمر بن أبي ربيعَة فأقرت لَهَا الشُّعَرَاء بالشعر أَيْضا وَلم تنازعها شَيْئا وَحج عبد الْملك بن مَرْوَان ذَات سنة فَلَقِيَهُ عمر فَقَالَ لَهُ عبد الْملك تعال يَا فَاسق فَقَالَ لَهُ بئست تَحِيَّة ابْن الْعم على طول الشحط فَقَالَ عبد الْملك يَا فَاسق أما أَن قُريْشًا تعلم أَنَّك أطولها صبوة وأبطؤها تَوْبَة أَلَسْت الْقَائِل

(وَلَوْلَا أَن تعنفني قُرَيْش ... مقَال الناصح الْأَدْنَى الشفيق)

(لَقلت إِذا الْتَقَيْنَا قبليني ... وَلَو كُنَّا على ظهر الطَّرِيق)

والتقى عمر وَجَمِيل ذَات يَوْم فتناشدا فأنشده عمر شعرًا حسنا مُخْتَارًا فصاح جميل وَقَالَ هَذَا وَالله الَّذِي أَرَادَتْهُ الشُّعَرَاء فأخطأته

١ - التفاوض فِي الحَدِيث الِاجْتِمَاع فِيهِ وأسفر ظهر وطلع والزهو الاستخفاف وَالْكبر والتيه وَالْهَاء فِيهِ إِمَّا رَاجِعَة إِلَى امْرَأَة قد جرى ذكرهَا من قبل أَو هِيَ رَاجِعَة إِلَى الْوُجُوه وَالْمعْنَى لما تنازعنا الحَدِيث واندفعنا فِيهِ وأشرقت وَظَهَرت وُجُوه استخف أَرْبَابهَا الْحسن ومنعها من أَن يسترنها بقناع عجبا بهَا

٢ - تبالهن أَي تغافلن وزعمن أَنَّهُنَّ لم يعرفنني وَهُوَ جَوَاب لما وَالْبَغي التَّعَدِّي وَأكل من الكلال وَهُوَ الإعياء وأوضع أسْرع فِي السّير وَالْمعْنَى لما عرفنني تغافلن عني وزعمن أَنَّهُنَّ لم يعرفنني وقلن هُوَ بَاغ أسْرع حَتَّى أكل رَاحِلَته

<<  <  ج: ص:  >  >>