للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحمله إلى ابن فلاح بالشام، وسيّر به إلى جوهر بمصر، فأشهر بها [في شوال من السنة] (١) وسجن ثمانية أشهر، ومات في السجن، وسلخ ميتا، وصلب عند المنظر بين مصر والقاهرة] (٢).

[[سنة ٣٦٠ هـ‍.]]

[فتّوح غلام ابن فلاح يحاصر أنطاكية]

وسيّر جعفر بن فلاح من دمشق عسكرا عظيما مع فتّوح غلامه إلى


(١) زيادة من نسخة بترو.
(٢) ما بين الحاصرتين من أول الفقرة: «وفي شعبان سنة تسع». حتى هنا، ليس في النسخة (س). والخبر في: إتعاظ الحنفا ١/ ١٢٢ باسم «بشير الإخشيدي»، و ١٢٨ وباسم «تبر» و ١٢٩ باسم «تبر القائد أبو الحسن». وانظر المقفّى، للمقريزي أيضا-تحقيق محمد اليعلاوي- ص ٢١٧. وقد فصّل الداعي إدريس عماد الدين القرشي حركة «تبر» ويسمّيه «زبير» في (عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس) بما نصّه: «وثار زبير الإخشيدي في شهر شعبان من هذه السنة (أي سنة ٣٥٩ هـ‍) بناحية من نواحي مصر، وحشد وكبس القرماء (كذا، والصحيح: الفرما) فأخذ واليها من قبل جوهر، وعاد للمطيع العبّاسي، وكتب اسمه على بنوده، فأرسل له القائد جوهر الشريف أبا القاسم يحيى الحسيني ونهاده وعوّذه، فلم يقبل، وأبى إلاّ تماديا وإصرارا على الفساد، والبغي، والعناد، والغيّ. وكان مع زبير الشريف أبي القاسم العلوي الأفطسي، فأنفذ القائد بالعساكر برّا وبحرا، وكان زبير قد كبس صهرجت وانتهبها، فأمر القائد جوهر بنهب دوره بمصر، وقبض على صهره علي بن نصر السرّاج، وأخذ منه له ودائعا، وشفع به مسلم بن عبد الله الحسيني، فأطلقه القائد إكراما له، ثم إن زبيرا عاد وانتهب عساكر القائد جوهر بصهرجت فانهزم، وتبعته العساكر، وقتلوا كثيرا من أتباعه، ومضى على وجهه إلى تنيس، (ووردت: «تينس» خطأ) وركب البحر المالح يريد الشام، ومنها إلى بلد الروم، وأخذ الزبير بنودا فأدخلت إلى مدينة مصر منكّسة، وأنفذ القائد جوهر أسطولا بالرجال والسلاح في طلب زبير، وكان قد أخذ من دمياط جماعة من المغاربة ليقتلهم، فمنعه منهم أهل دمياط وحاربوه، فتوجّه في البحر يريد الحمّام، فأخذ في الحمّام هو وجماعة من أتباعه وغلمانه، وقيّدوا. وورد الخبر إلى القائد بذلك، فولّى جوهر القائد أعمال زبير رجلا يسمّى إبراهيم بن أحمد». «وفي أربع عشرة خلت من شهر شوّال وافى زبيرا أسير مع الموكّلين به، واجتمع الناس لإشهاره والنظر إليه، وهو على جمل ومعه جماعة من أتباعه، وأحضر إلى مقام القائد وعنده القاضي أبو طاهر والوزير أبو الفضل، فقال القائد لزبير: أيّ شيء حملك على الخلاف على أمير المؤمنين؟ قال: هذا عمل هذا-وأشار إلى غلام يدعى نجيب-، فقال نجيب: لا والله مالي في هذا شيء، فما زالوا فيه إلى سنة ستين في شهر ربيع الآخر وهلك زبير». (ص ١٦٩ - ١٧١).

<<  <   >  >>