(١) هذا الخبر ورد في النسخة (ر): «وفتح حسّان الرملة بالسيف في رجب سنة خمسة عشر وأربع ماية وحرّق أكثرها ونهبها وسبى خلقا ممّن فيها من النساء». وتفصيل الخبر في: «أخبار مصر للمسبّحي ١٦٦ - ١٦٨). «وفي ليلة الأحد لليلة بقيت من رجب ورد الخبر بأنّ حسّان بن جرّاح إنّما أظهر ما أظهره من كونه في الطاعة، حيلة منه وخديعة. وذلك أنه أحضر العسكرية المقيمين بالرملة وقرأ عليهم ملطّفا وصل إليه من الحضرة بخطّ الدبيكي، وعليه خطّ أمير المؤمنين، يعتذر إليه فيه، ويعلم فيه من الحضرة المطهّرة أنّ اعتقال أبي الغول والأنصاري صاحبيه لم يكن عن رأي أمير المؤمنين لإيثاره صلاح حالهما وبلوغه ما يجب فيما هو منوط به، وأنّ ذلك إنّما جرى من الدّزبريّ منتجب الدولة برأيه وبغير إذن له فيه. فلما وقف حسّان بن الجرّاح على هذا الكتاب قال للعسكرية: أليس هذا خطّ أمير المؤمنين وملطّفه؟ قالوا: بلى. وقبّلوا الخط. قال حسّان: فسيروا به إلى عسقلان وأوقفوا عليه رجال البلد، فإن كانوا تحت السمع والطاعة لأمر أمير المؤمنين، فليسلّموا حسن بن سرور الأنصاريّ صاحبي إليّ، وإن أقاموا على الخلاف سرت بعساكري إلى عسقلان ونقلتها من مكانها حجرا حجرا ونهبتها وقتلت أهلها. فأخذ العسكريّة منه الملطّف وساروا إلى عسقلان، ووقفوا عليه والي عسقلان والرجال المقيمين بهذا البلد، وأعلموهم أنّ حسّان بن جرّاح داخل في الطاعة، وأنّهم إن لم يسلموا أبا الغول والأنصاري، كانوا براء مما يجري عليهم من حسّان من القتل والنهب. فأخرج أبو الغول والأنصاري على بغلين وأطلقا. فلما وصلا إلى حسّان بن جرّاح اشتدّ أزره، وعلم أنّ حيلته قد تمّت، وركب لوقته فخشّب سبعين رجلا من العسكرية، وقتل طائفة من الحمدانية والغلمان وغيرهم، ووضع السيف والنهب في بلد الرملة، فأضرم النيران في الآدر والحوانيت حتى جعلها دكّا، وسبى النسوان والولدان، وقبض على نحرير الوحيدي وصادره على أربعين ألف دينار، وكان =